IMLebanon

19 مسيحيا مستقلا: ماذا لو تجمّعوا وطالبوا بـ4 وزراء؟!

بعد أن ثبّت “حزب الله” مطلب توزير ممثل عن سنّة “المعارضة” في الحكومة العتيدة، في أعقاب الزيارة التي قام بها وفد من هؤلاء إلى معاون الأمين العام للحزب حسين خليل في حارة حريك، وأَرفق هذا الموقف بتشدّد في ضرورة أن يكون الوزير المُختار من حصّة رئيس الحكومة سعد الحريري لا من حصة رئيس الجمهورية ميشال عون أو سواه، دخلت عملية التأليف في غيبوبة جديدة، من الصعب التكهن في مدّتها هذه المرة.

فبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، لو كان المطلوب فقط إدخال سنّة 8 آذار إلى مجلس الوزراء، لكان الأمر قابلا للحل ولو بصعوبة، بعد جولة مفاوضات جديدة بين المعنيين الأساسييين بهذه العقدة الطارئة، في بعبدا وبيت الوسط وعين التينة والضاحية، تنتهي إلى تخلي أو مقايضة إحدى هذه الجهات، بين وزير لديها والوزير السني “المعارِض”، غير أن إصرار “اللقاء المستقل” مدعوما من “الحزب”، على أن يكون التنازل من قبل الحريري وحده، علما أن الأخير يرفض ذلك بشدة ويقول أن بقيت الحال كذلك “فتشوا عن غيري”، يجعل “التسوية” بعيدة المنال، ويفتح “لعبة التشكيل” على أبعاد جديدة قاتمة تعقّد، لا بل تقفل “الأفق” التأليفي.

ففي هذا التصلّب، تتابع المصادر، يتبيّن أن “الحزب” يرغب في انتزاع ثلث معطّل “صاف” في الحكومة العتيدة، مؤلّف من وزرائه وحركة أمل والسنّة المستقلين وبعض الحلفاء. ولا يحبّذ فكرة حصول أي طرف آخر، ولو كان ثنائي الرئيس عون – التيار الوطني عليه. فأمام موجة الاستهداف القادمة نحوه من الغرب عبر سلّة العقوبات الأميركية الجديدة ومن الشرق حيث يُعتبر منظمة إرهابية في معظم الدول الخليجية، يرى الحزب أن المطلوب تأمين أفضل ظروف للمواجهة، عبر حكومة يتحكّم منفردا، ومن دون شراكة أحد، بقراراتها. فأي خطأ أو مجازفة، ممنوعان في هذه المرحلة الدقيقة. وفي خلفيّة تفكير الضاحية هذا، تجربةُ الوزراء الملوك الذين كانوا من حصة الرئيس ميشال سليمان سابقا والذين لم يتخذوا المواقف التي كان يريدها منهم “الحزب” في السابق، وهي لا تريد أن تلدغ من الجحر نفسه مرتين. فأي مصير سيذهب إليه التأليف أمام هذا المعطى، خاصة وأن الحريري يرفض إعطاء إثلاث معطلة لأي فريق في الحكومة؟

وتشير المصادر إلى أن سنّة 8 آذار، تبين أنهم ورقة يحرّكها الحزب في سبيل الحصول على الثلث، لا أكثر. أما القول أن تمثيلهم “ضروري لأنهم يمثلون نسبة واسعة في مذهبهم”، فلا يستقيم. فثمة مستقلّون كثر في الطوائف والمذاهب الأخرى، فماذا لو تجمّعوا في تكتلات وطالبوا بتوزيرهم؟ وتسمي المصادر منهم، على سبيل المثال، 3 في كتلة المستقبل:  نزيه نجم –هنري شديد-هادي حبيش، 4 في التيار الوطني الحر: ميشال معوض- نعمة إفرام- فريد البستاني- ميشال ضاهر، 2 في الاشتراكي: نعمة طعمه- هنري حلو، 2 من كتلة الرئيس نجيب ميقاتي: جان عبيد- نقولا نحاس، 2 من تكتل القوات: زياد حواط وقيصر المعلوف، 2 من التنمية والتحرير: ميشال موسى – إبراهيم عازار، إضافة الى ميشال المر(مستقل) وإدي دمرجيان(مستقل) وبولا يعقوبيان(مستقلة) و فريد هيكل الخازن. وتتابع “هؤلاء مستقلون متحالفون مع قوى سياسية ومنخرطون في كتل كما هي حال سنة 8 آذار وقد يجتمعون تحت راية “مستقلون مسيحيون وطنيون” ويطالبون بأن يتم تمثيلهم في الحكومة وفق المعيار المتعارف عليه، ويبلغ عددهم 19 عضوا اي يحق لهم بـ4 مقاعد وزارية، ويتردد أن قوى سيادية بدأت تجري اتصالات في اتجاه هؤلاء لدفعهم نحو التحرك على غرار سنة 8 آذار للحصول على مقاعد وزارية وتمثيلهم في الحكومة. فهل سيدعم “الحزب” مطلبهم؟”.