IMLebanon

موفد ماكرون في القدس لجس النبض.. وواشنطن لا تُخلي الساحة!

في وقت يكثر الحديث عن مساع تبذلها باريس للدخول على خط الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وطرح تسوية تستبق تلك الأميركية التي باتت تعرف بـ”صفقة القرن” والتي يعقد الرئيس دونالد ترامب العزم على وضعها حيز التنفيذ بحلول العام المقبل، أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مستشاره الخاص في الساعات الماضية، إلى كل من رام الله وتل أبيب لإجراء مباحثات لإعادة إحياء مسار السلام بين الطرفين.

وأشارت القناة العاشرة العبرية إلى أن “أورليان لوشوفالييه نائب مستشار الأمن القومي الفرنسي، زار “إسرائيل” قبل أيام، والتقى نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيتان بن ديفيد، وزار مقر المقاطعة الفلسطينية برام الله والتقى صائب عريقات، رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني”، لافتة إلى أن “المبعوث الفرنسي الخاص للسلام في الشرق الأوسط طلب الاستماع لوجهتي النظر الفلسطينية والإسرائيلية بهدف التوصل لاتفاق سلام بينهما بوساطة فرنسية” بحسب القناة.

وتعقيبا، تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية” إن “التحرك الفرنسي ليس مفاجئا. فماكرون سبق ولوّح، في أكثر من مناسبة وخلال لقائه أكثر من دبلوماسي غربي وأميركي، بأن بلاده ستطرح مبادرة خاصة بها، لحل النزاع في “الأراضي المحتلة”، ما لم يتم اطلاعها بـ”وضوح” على معالم “التسوية” التي تعمل عليها الولايات المتحدة”.

وليس بعيدا، توضح أن المشاورات الفرنسية – الفلسطينية والفرنسية – الإسرائيلية، تأتي عشية الفاعليات التي دعا الرئيس ماكرون أكثر من 80 رئيس دولة وحكومة وممثلين عن منظمات دولية، إلى المشاركة فيها في 11 تشرين الثاني الجاري، في فرنسا إحياء للذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الاولى، وهي ستقام في “جادة النصر” في باريس وسيتخللها “منتدى باريس حول السلام”، بحسب قصر الإليزيه.

والحال، أن باريس تعتزم تخصيص فقرة من البيان الختامي للمؤتمر العتيد، للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وقد حط لوشوفالييه في الأراضي المقدسة لجس نبض الطرفين إزاء هذه الخطوة والوقوف عند رأيهما مما يجب أن يتضمنه البيان في هذا الشأن.

غير أن المصادر تشير إلى أن “تل أبيب تنظر بقلق إلى المساعي الفرنسية وهي غير مرتاحة لـ”صفقة القرن” البديلة التي يعمل عليها ماكرون. أما رام الله، فعلى العكس، تعتبر أن ترامب ميال بوضوح إلى الجانب الإسرائيلي وأداؤه منحاز بشكل مطلق لهؤلاء، فيما باريس أكثر عدلا غذ تتمسك بحل الدولتين وبالأطر التاريخية الدولية التي وضعت للسلام.

فهل يمكن ان يكتب للخطة الفرنسية النجاح، إذا حظيت بدعم أوروبي واسع ام ان “الفيتو” الأميركي عليها ورغبة ترامب بتسوية الصراع في الـ2019 بأي ثمن، سيقضي عليها؟ الأيام القليلة المقبلة ستحمل الجواب، تماما كما مجريات مئوية الحرب التي سيكون ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبرز المشاركين فيها. وما يجدر التوقف عنده في السياق أن ترامب، وبالتزامن مع وجود لوشوفالييه في المنطقة، أوفد جيسون غرينبلات، المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، إلى إسرائيل ما يدل إلى “سباق” أميركي – فرنسي غير معلن، يدور على “أرض” “الصفقة” المنتظرة.