IMLebanon

عقدة “القوات” (بقلم بسام أبو زيد)

يصر “حزب الله” في معركته لتوزير النواب السنة الستة الموالين له على توجيه اتهام لـ”القوات اللبنانية” بأنها عرقلت تشكيل الحكومة على مدى 5 أشهر، وتسانده في ذلك وسائل إعلام ومحللون وصحافيون يحاولون ترسيخ هذا الاتهام في صفوف الرأي العام.

إن هذا الكلام هو اجتزاء مقصود ومبرمج للحقيقة يراد منه استكمال الحملة على “القوات اللبنانية” بهدف المزيد من إضعافها وتحجيمها، لا سيما وأن “حزب الله” يدرك جيدا الحجم السياسي والشعبي لـ”القوات” وان رقعة التأييد لها تزداد في صفوف المسيحيين على حساب القوى الأخرى الحليفة معه، ولاسيما “التيار الوطني الحر”. ويدرك “حزب الله” في هذا المجال أيضا أنه في السنوات القليلة المقبلة قد يكون مضطرا للتعامل مع “القوات” على قدم المساواة في التعامل مع “التيار”، هذا إذا لم نقل إنه قد يجدها القوة المسيحية الأكبر التي ستفرزها الانتخابات النيابية المقبلة.

حتى اليوم يحاول” حزب الله” ألا يتخيل واقعية هذه الحقيقة، ويحاول وسيحاول بكل ما يملك من قدرات سياسية أن يحول دون تحقيق ما تسعى “القوات” إليه. ويستخدم في هذا الإطار سلاح تشويه سمعة وصورة “القوات”، وهو سلاح لم يعد ذا منفعة أو نتيجة لأن المزاج لدى الرأي العام المسيحي ولاسيما جيل الشباب الذي أصبح يفتش بالفعل عن الممارسة السياسية السليمة وما يستتبعها من أفكار وخطط وأعمال يدرك انها لو استوعبت في دولة حقيقة ستؤدي إلى التقدم والتطور وخلق الكثير من المجالات التي قد تتيح لهؤلاء الشباب البقاء في وطنهم.

إن الصراع السياسي بين “حزب الله” و”القوات اللبنانية” هو أمر مشروع ويفترض أن يكون لمصلحة تحسين الأداء السياسي وصورة البلد وتقريب وجهات النظر بين اللبنانيين، إلا أن رمي المسؤولية من أي جهة أتى بالتعطيل والشلل والخراب على طرف واحد هو افتراء يجافي الكثير من الحقائق ويزيد من الشرخ ومن تفلت الصراع السياسي،في حين أن الحوار الذي وإن لم يحصل اليوم سيحصل مستقبلا هو السبيل الوحيد للتفاهم على الكثير من الأمور، ولاسيما بين “القوات” و”حزب الله” وأن عدم حصوله هو كمن يدفن راسه في الرمال كي لا يرى واقع الحال.

وللتذكير فقط أن عقد التشكيل لم تكن مقتصرة على “القوات اللبنانية”، فالعقدة الدرزية استغرقت أشهرا أيضا، والاتفاق على حصة رئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر” استغرق أشهرا أيضا، وكذلك عقدة وزارة الأشغال أستغرقت أشهرا حتى حلت، وقد كانت العقدة السنية تتلطى خلف كل هذه العقد كي تستخدم في اللحظة المناسبة.