IMLebanon

العقوبات العائدة تقسم العالم عموديا: تل أبيب المرحّبة الوحيدة؟

كرّس دخول العقوبات الاميركية على ايران، في نسختها الثانية، حيز التنفيذ اليوم (وهي تستهدف في شكل خاص الخام الايراني وكل من يشتري نفط الجمهورية الاسلامية) انقسامَ العالم عموديا، ازاء مقاربة الملف الايراني، بعد ستة اشهر على انسحاب واشنطن من الاتفاق الدولي مع إيران الموقع عام 2015. ففي وقت وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحزمة الجديدة بالأشد في تاريخ الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن طهران لم تعد في وضع جيد الآن، انفردت اسرائيل في الترحيب بالعقوبات، حيث وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا اليوم بـ”التاريخي”، شاكرا ترامب على “القرار الشجاع”، فيما اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان أن إعادة فرضها يوجّه ضربة “حاسمة” لأنشطة إيران في المنطقة. وقال في بيان “قرار الرئيس (دونالد) ترامب الجريء هو التغيير الجوهري الذي كان ينتظره الشرق الأوسط”. واضاف “بخطوة واحدة وجّهت الولايات المتحدة ضربة حاسمة لترسّخ إيران في سوريا ولبنان وغزة والعراق واليمن”.

اما الاوروبيون والروس والصينيون فرفضوا الحزمة وقرأوا فيها خطأ استراتيجيا. فقد أعلن الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان مشترك انها تأسف لقرار الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على إيران وستسعى لحماية الشركات الأوروبية التي ترتبط بتعاملات تجارية مشروعة مع طهران. وقالت في بيان صدر الجمعة وأعيد إصداره مجددا اليوم الاثنين “هدفنا حماية اللاعبين الاقتصاديين الأوروبيين الذين لهم تعاملات تجارية مشروعة مع إيران بما يتماشى مع التشريع الأوروبي وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231”. من جهتها، قالت الصين “ان يجب احترام تعاونها التجاري المشروع مع إيران”، واسفت “لإعادة فرض العقوبات الأميركية على الجمهورية الإسلامية”. ولم تعلق المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ، في إفادة صحافية يومية، على ما إذا كانت الولايات المتحدة منحت بلادها إعفاء في شأن العقوبات الإيرانية.

في الاثناء، أصرّت طهران على إظهار قدرتها على خوض المواجهة، فأكد الرئيس الايراني حسن روحاني “اننا نسعى للحد من تأثير العقوبات على القطاع الاستثماري الذي يؤدي دوراً مهماً في الوقت الحالي”، جازماً بأن “اميركا لن تنجح في تحقيق اهدافها بإضعاف إيران وإحباط الشعب الإيراني”، وقال “سنتجاوز الأزمة بوحدتنا وسنجعل الولايات المتحدة تندم على فعلتها”، معلنا “اننا سنبيع النفط ونخرق العقوبات الأميركية، وسنلتف بفخر على عقوباتكم غير المشروعة والظالمة لانها تخالف القوانين الدولية”. في الموازاة، اشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الى أنّ “العقوبات الأميركية الجديدة ترتد على واشنطن، لا على الجمهورية الإسلامية، وتجعلها أكثر عزلة”. وقال عبر “تويتر” “اليوم تحدت الولايات المتحدة أكبر محكمة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بمعاودة فرض عقوبات على إيران تستهدف المواطنين العاديين. لكن البلطجة الأميركية تأتي بنتائج عكسية، فالولايات المتحدة هي التي باتت معزولة وليس إيران”.

وفي وقت تقول مصادر دبلوماسية إن المجتمع الدولي يبدو أعجز من الوقوف في وجه واشنطن واجراءاتها، خاصة انها ستطال اي شركة او فرد يتعاطى اقتصاديا وتجاريا مع النظام الايراني، وقد عمدت شركات اجنبية واوروبية كثيرة الى اقفال أبوابها في طهران حتى قبيل البدء بتطبيق العقوبات، تشير عبر “المركزية” الى ان الجمهورية الاسلامية ستجد نفسها بعد فترة غير طويلة مجبرة على الجلوس الى الطاولة مع الولايات المتحدة لابرام اتفاق جديد، خاصة اذا ما اعادت الانتخابات النصفية الاميركية المقررة غدا، إنتاج غالبية في الكونغرس، للحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه ترامب.