IMLebanon

استعجال أميركي لترتيب “البيت الخليجي”.. فهل اقتربت المصالحة؟

قبيل اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي المحدّد في كانون الأول المقبل والمخصص للتداول في سلّة ملفات إقليمية ودولية، تكثّفت الاتصالات لرأب الصدع بين أهل البيت الواحد، وتحديدا بين “الرباعي” السعودية، الإمارات، البحرين، مصر من جهة، وقطر من جهة ثانية.

فبعد أن انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين في 5 حزيران 2017 على خلفية اعتبار المملكة مواقف الدوحة داعمة وخادمة لمخططات إيران المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط عموما وفي الخليج خصوصا، وفرض “الرباعي” حصارا على التعامل التجاري مع قطر، وربطه أي حل أو تسوية للواقع هذا، بالتزام الدوحة جملة شروط أهمها وقف دعم إيران وأذرعها العسكرية في المنطقة، دخل أكثر من طرف على خط “الوساطة” بين طرفي الأزمة، كان أبرزهم الكويت إلا أن الاتصالات التي اضطلعت بها لم تتمكن من تحقيق المصالحة المرجوة طوال الفترة الماضية.

وتكشف مصادر دبلوماسية مطّلعة عبر “المركزية” عن جهود دولية تبذلها عواصم عدة إلى جانب الكويت لردم الهوة الخليجية، متحدثة عن مساع دخلت على خطّها مباشرة واشنطن وعواصم أوروبية أيضا، ليست مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي بعيدين منها، هدفها إنهاء الخلاف في أسرع وقت.

وبحسب المصادر، يولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أولوية قصوى لترتيب البيت الخليجي، ويستعجل تحقيق هذا الهدف، من جهة، قبل إطلاق “صفقة القرن” التي ستسوّي الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي والتي ينوي طرحها بحلول العام المقبل، غير أنه يعتبر المصالحة ضرورية أيضا لمواجهة التهديد الإيراني:

ففيما أمضى نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الخليج العربي تيم ليندركينغ، أسابيع في الخليج، في آب الماضي حيث أجرى اتصالات دبلوماسية مكثفة، وفي وقت استضاف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في نيويورك لقاء جمع ممثلي دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول، شارك قائد القيادة المركزية الأميركية، الفريق أول ركن جوزيف فوتيل، منذ بضعة أشهر في اجتماع رؤساء أركان دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن (الذي عقد في الكويت لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري والدفاع المشترك)، حيث القى كلمة دعا فيها هذه الدول إلى وضع خلافاتها جانبا وتوحيد الصف لمواجهة التهديدات النابعة من سياسات إيران في الشرق الأوسط.

ويبدو أن هذه المواقف بدأت تلقى آذانا صاغية لدى المعنيين بالنزاع الخليجي- الخليجي، تتابع المصادر، إذ يشهد الإعلام “هدنة” يبدو أنها “توطئة” للمصالحة المنتظرة.

ولا تستبعد المصادر أن يشكّل اجتماع مجلس التعاون العتيد في الكويت، مناسبة تُلاقي فيها الكويت، المساعي الدولية المبذولة، فتستأنف من جديد مبادرتها، بدفع أقوى هذه المرة، لتحقيق المصالحة بين “الأخوة”، بما يضمن مواكبة عربية أفعل، للمستجدات المقبلة إلى المنطقة وأهمّها تسوية الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ونزاعات اليمن وسوريا.