IMLebanon

هل تنفذ إسرائيل تهديداتها للبنان؟

يكثر الحديث في أخيراً عن تلقي لبنان رسائل تحذير عبر سفراء وديبلوماسيين أوروبيين وأميركيين مفادها أن إسرائيل قد تشنّ هجوماً عسكرياً على لبنان في حال لم تتم إزالة المصانع المزودة بتقنيات إيرانية، لتطوير الصواريخ التي يملكها “حزب الله”. وهو ما سمعه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال لقائهما في أرمينيا الشهر الماضي، وما كرّره على لسان مستشاره أوريليان لو شوفالييه الذي زار بيروت الإثنين والثلثاء الماضيين بعدما أجرى محادثات في إسرائيل، من أن الدولة العبرية تدعو السلطات اللبنانية إلى خطوات عملية لإقفال تلك المصانع، وإلا اضطرت إلى عمل عسكري إذا لم تنفع الجهود السياسية والديبلوماسية في هذا الشأن.

فهل من مصلحة إسرائيلية لشنّ حرب على لبنان في هذا التوقيت بالذات وتقوية محور المقاومة من بوابة الالتفاف الوطني حوله؟

الخبير العسكري العميد المتقاعد هشام جابر أكد لـ”المركزية” “أن التهديدات الاسرائيلية ليست جديدة، نسمعها باستمرار على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو شخصيا إضافة الى المناورات التي تجريها اسرائيل. فهي تحاول الضغط دائماً على لبنان من خلال تهديداتها والتي تحمل في طياتها رسائل عدة: منها في اتجاه لبنان في إطار الحرب النفسية، وأخرى في اتجاه الداخل الاسرائيلي تأكيداً على اليقظة والتنبّه لتحركات “حزب الله” وأماكن تمركزه وترسل صوراً عن مصانع صواريخ لحزب الله، لكن هذه التهديدات لن تنفّذ إطلاقا لأن إسرائيل لا تتحمّل تداعيات الحرب مع لبنان، بسبب توازن رعب وتوازن قوى”.

وقال جابر: “ما زلت على موقفي منذ العام 2007 بأن اسرائيل لا يمكن ان تنفّذ تهديداتها، فبمجرد متابعة للقناة العاشرة الاسرائيلية ومطالعة صحفهم، تجدهم يتحدثون عن سلاح المقاومة وامتلاك “حزب الله” بين مئة ومئة وخمسين الف صاروخ، عندها يمكن التأكد أن إسرائيل لا يمكنها ان تتحمّل تداعيات هذه الصواريخ وإعلان حرب ممكن أن تطول إذا تمّ إطلاق ألف صاروخ على مدى 150 يوماً، لأن اسرائيل لا يمكنها أن تتحمل حرب إلا لأيام معدودة. في العام 2006 وبعد شهر على اندلاع الحرب، استسلمت اسرائيل. هل يا ترى يمكنها ان تتحمل حرباً واستنفاراً وتهجيراً ونقل وتعطيل مجتمع بأكمله مدة ثلاثة أشهر؟ طبعاً لا”.

وأضاف: “هذا فيما خصّ صواريخ ارض – ارض، أما بالانتقال الى صواريخ أرض – بحر، فالجواب جاء على لسان رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي اللواء ايتسيك ترجمان، الذي علّق بالقول أن “في حال نشوب حرب، فإن هذه الصواريخ يمكنها أن  تدمّر خلال أيام منصات النفط والغاز التي بنتها اسرائيل وتعيدها عشر سنوات الى الوراء”. إضافة الى ذلك، لا تعرف اسرائيل بعد اذا كان حزب الله يملك صواريخ ارض – جو، خصوصاً أنه لا ينفي ذلك كما لا يؤكده على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله”.

وتابع جابر: “لا يمكن لاسرائيل ان تتحمل تبعات حرب على لبنان، خصوصاً إذا ما أضيفت اليها إمكانية التحرك الميداني في الجليل الأعلى وانتقال المقاتلين إليها واتخاذ المستوطنات رهائن، لأن في ما لو تمكّن “حزب الله” من حجز رهائن من القرى الشمالية يتعطل بالكامل مفعول سلاح الجو الاسرائيلي، لأنه لا يعمل في وضعية “القتال المتقارب”. كما أن أي حرب على الجبهة اللبنانية يمكن ان تمتد الى الجبهة السورية، ويدخل فيها ليس فقط الجيش السوري انما العناصر العسكرية الأخرى المتواجدة في المنطقة، لأن المبادرة الروسية التي أرست الهدوء في الجنوب السوري وسمحت للجيش السوري بالتمركز في منطقة الجولان المحتل وصولاً الى حدود الاردن، ستختلّ، ولن تقبل روسيا بذلك. كما أن الولايات المتحدة الاميركية لن تسمح لأي فريق بشن هجوم تتورّط فيه المنطقة في حرب اقليمية”.

وختم: “عندما نسمع ان اسرائيل بدأت بإجلاء سكان الجليل الأعلى الى مناطق أخرى، يمكن الحديث جدياً عن إمكانية نشوب حرب”.