IMLebanon

ما الذي يمنعكم من خسارة الوزن؟

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

في حين أنّكم تمارسون الرياضة بانتظام وتحرصون على تناول السَلطات بدل الهمبرغر، إلّا أنّ مقاس الجينز لم يتغيّر. فهل تعلمون ما الأسباب الكامنة وراء ذلك؟

في الواقع، من المحتمل جداً أنكم تخسرون وزنكم الزائد ولكنّ ذلك يتمّ ببطء. إستناداً إلى خبيرة التغذية، ليزا إليس، من نيويورك، هناك خطأ شائع مفاده أنّ الحمية الناجحة تجعل صاحبها يخسر 5 كلغ في الشهر. غير أنّ هذا معيار غير واقعي! يكفي التخلّص من نحو 0,22 كلغ أسبوعياً حتى تتمكنوا في النهاية من خسارة نحو 12 كلغ في السنة! ناهيك عن أنّ خسارة الوزن بوتيرة أبطأ تشكّل طريقة آمنة للحفاظ على النتائج التي تمّ تحقيقها.
أمّا إذا وجدتم صعوبة في التخلّص من وزنكم الزائد في الآونة الأخيرة، فقد يرجع ذلك إلى عوامل عديدة أبرزها:

عدم شرب مياه كافية
قال رئيس جراحة البدانة في «Morristown Medical Center»، مايكل نوسبوم، إنّه لا يمكن حرق الدهون إذا كان الجسم يعاني من الجفاف. فعمليّة حرق الدهون تتطلّب كميةً هائلة من المياه. إذ يجب احتساء أكثر من 6 أكواب يومياً. وإذا لاحظتم أنّ البراز صلب أو أنكم تشكون من الإمساك وتعجزون عن قضاء حاجتكم بسهولة، يعني أنّ الجسم يُخبركم أنّه مُصاب بالجفاف.

قلّة النوم
أفاد طبيب السمنة، كريغ برايمك، من مدينة سكوتسديل في أريزونا، أنّ النوم لأقلّ من 7 ساعات يُبطئ عملية الأيض. ووجدت دراسة نُشرت في «Annals of Internal Medicine» أنّ الشخص ذاته تمكّن من حرق 400 وحدة حرارية أقلّ عندما نام 5 ساعات ونصف، مقارنةً عند حصوله على 8 ساعات ونصف من النوم.

تناول أدوية معيّنة
وفق برايمك، يمكن لبعض العقاقير، كالأنواع المخصّصة لضغط الدم والسكري والكآبة، ألّا تُبطئ خسارة الوزن فحسب، إنما تعزّز أيضاً زيادته! لكن هذا لا يعني أنّه يجب التوقف عن تناولها، إنما المطلوب التحدث إلى الطبيب أولاً. وفي حال عدم وجود بدائل جيّدة لهذه الأدوية، قد يكون من الجيّد التقيّد بحميات منخفضة الكربوهيدرات والسعرات الحرارية لتجاوز انعكاسات العقاقير على الوزن.

الاكتفاء بالأكل الصحّي أحياناً
يجد العديد من الأشخاص صعوبة كبيرة في خسارة الوزن عندما لا يلتزمون كلّياً بنظامهم الغذائي، فيتصرّفون جيداً خلال معظم الأيام ولكنهم يخفقون في عطلة نهاية الأسبوع. وفي هذا السياق، أوصى المدرّب المتخصّص في خسارة الوزن، إرين واثين، بوضع خطّة غذائية تتماشى مع نمط الحياة للتمكّن من الالتزام الكامل بها وإحداث تغيير دائم.

الرياضة لم تعد تشكّل أي تحدٍ
نصح خبير اللياقة البدنية، جاستن بلوم، بتعديل الروتين الرياضي والانتقال إلى أنواع أخرى من التمارين. إذا كنتم تكتفون فقط بالـ»Treadmill»، حاولوا إضافة تمارين القوّة، أو التدريب المتقطع عالي الكثافة، أو الإنخراط في صفوف تستهويكم لتحريك أجسامكم مجدداً.

التوتر
أوضح بلوم، أنّ التوتر يلعب دوراً رئيسياً في خسارة الوزن، خصوصاً النوع المُزمن، لأنّ الجسم يشعر أنّه يستخدم الكالوري للتأقلم مع التوتر ويسبب الجوع، ظنّاً بأنّه يجب التعويض عنها. ويُعتبر هورمون الكورتيزول والمأكولات التي يتم اللجوء إليها في مثل هذه الحال، كالحلويات والكربوهيدرات، من أكثر العوامل المسؤولة عن زيادة الوزن ومنع التخلّص من الكيلوغرامات الإضافية خلال التوتر. فالتحكّم في هذا الأمر مهمّ جداً بقدر اتباع خطّة غذائية، والخبر الجيّد، أنّ الرياضة تُعتبر سلاحاً قويّاً لمحاربة التوتر المُزمن.

تفضيل الرياضة على التغذية
يمكن ممارسة الرياضة لساعات، ولكن في حال عدم الأكل بما فيه الكفاية، فلن يتمّ بلوغ النتائج المرجوّة. وعلّقت إختصاصية التغذية، مولي ديفاين، أنّ الأشخاص يعتقدون غالباً أنّ كثرة الرياضة ستدفعهم إلى خسارة الوزن. غير أنّ التخلّص من الكيلوغرامات الإضافية والحفاظ على وزن صحّي يعتمدان على التغذية بنسبة 75 إلى 80 في المئة، وعلى النشاط البدني فقط من 20 إلى 25 في المئة. يعني ذلك، أنّه عند إهمال الشقّ الغذائي، فإنّ الرياضة لن تساعد في خسارة الوزن مهما بلغت كميتها أو كثافتها.

غضّ النظر عن كمية الأكل
حتى إذا كنتم تحصلون على بضع رقائق من البطاطا، أو حفنة من المكسرات، أو عدد قليل من الكراكرز، فإنّ تناولها يومياً يُحدث فارقاً كبيراً! لذلك من المهمّ الانتباه جيداً لكمية هذه الأطعمة التي تُخبّئ سعرات حرارية عالية، كما لفتت المدرّبة البدنية، بام شيرمن. من دون تجاهل الكحول التي تحتوي جرعة هائلة من الكالوريهات الفارغة، والتي تزيد أيضاً الشهيّة وتدفع إلى تناول سناكات عشوائية.

وجود مشكلة كامنة
قالت مدرّبة التغذية والرياضة، جيل براون، إنّه في حال الالتزام بالخيارات الصحيحة ولكن بِلا جدوى، فقد يُشير ذلك إلى وجود مشكلة تُبطئ عملية الأيض أو اختلال في الهورمونات. على سبيل المثال، فإنّ قصور الغدّة الدرقية أو انخفاض مستويات الإستروجين قد يسببان ذلك. ببساطة، المطلوب حرق سعرات حرارية أكثر من تلك التي يتم استهلاكها، وفي حال تباطؤ الأيض، فيجب استشارة الطبيب بحثاً عن السبب.

التعرّض لنقص غذائي
وجدت دراسة نُشرت في «Journal of Women’s Health» أنّ قلّة بعض المغذيات ترتبط بالوزن. على سبيل المثال، رُبط انخفاض الفيتامين D بالبدانة، كما أنّ الأشخاص الذين يشكون من قلّة هذا الفيتامين يجدون صعوبة أكبر في خسارة الوزن. من جهة أخرى، فإنّ تعويض مغذيات أخرى أساسية يفتقر إليها الجسم، مثل الحديد والماغنيزيوم والفيتامين B12، قد سمح للأشخاص الشعور بحال أفضل، وطاقة أكبر، والالتزام بنمط حياة صحّي يتضمّن الرياضة، والنوم الكافي، والتخطيط الجيّد للوجبات.

قلّة البروتينات
أظهرت الأبحاث، أنّ الأشخاص شعروا بشبعٍ أكثر واستهلكوا سعرات حرارية أقلّ مع الوقت، عندما حصلوا على بروتينات أكثر. ويرجع السبب إلى أنّ الجسم يهضم البروتينات بوتيرة أبطأ من أي مادة غذائية أساسية أخرى، ما يعني أنّ معدل السكر في الدم والجوع لن يرتفعا، الأمر الذي يمنع المبالغة في الأكل.