IMLebanon

زوار الضاحية: الادارة الاميركية أطلقت نفير المعركة الحكومية!

خلافا للمعتقد السائد بأن حزب الله افتعل العقدة السنية المستجدة، وهو تاليا المسؤول الوحيد عن منع ولادة الحكومة، يؤكد بعض زوار الضاحية الجنوبية ان مفتعلي الازمة الحقيقيين يتوزعون بين محورين داخلي وخارجي هدفهما الاوحد استهداف الحزب وضرب مشروع المقاومة في الشرق الاوسط تمهيدا لاسقاطها وتعطيل اي فاعلية لها في وجه اسرائيل التي تغلغلت في العالم العربي الى حدّ كبير، لا سيما في دول الخليج التي تبدو متجهة الى سياسة الخنوع والانصياع الى الضغوط الاميركية عليها للانخراط في مشروع يطلقون عليه تسمية السلام فيما هو في الحقيقة مشروع استسلام للمشيئة الاسرائيلية وتنازل عن القضية الفسطينية بأثمان بخسة.

ويوضح هؤلاء لـ”المركزية” ان مواقف الحزب ما هي الا الرد الاسلم على استهدافه، مشيرة الى ان الرئيس المكلف سعد الحريري افتعل العقدة داخليا من خلال تجاهله التام منذ اللحظة الاولى لتكليفه مطلب سنّة 8 اذار التي لم ينفك مسؤولو حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري وحتى التيار الوطني الحر يذكّرونه بها ويلفتون نظره الى الحيثية الجديدة المعارضة في الشارع السني التي افرزتها الانتخابات النيابية الاخيرة، الا انه لم يعر اذنا صاغية الى ضرورة تمثيل هؤلاء على رغم اصراره على اسباغ توصيف الوحدة الوطنية على حكومته العتيدة، وكان في كل مرة يراجعونه فيها يرفض الاقرار بحيثيتهم، ويكرر مقولة ان لا كتلة للسنة المستقلين وان نواب “اللقاء التشاوري” اعضاء في كتل نيابية ممثلة في الحكومة وتاليا ليسوا كتلة. ويسأل هؤلاء لمَ اصرار الرئيس الحريري على تجاهل التمثيل الشعبي للنواب السنّة من خارج تيار المستقبل، وهل يملك الحق الحصري بتوزير السنّة، وماذا عن سائر السنّة من خارج اللقاء التشاوري كالرئيس نجيب ميقاتي والنائبين اسامة سعد وفؤاد مخزومي وقد اشارت معلومات الى انه وعدهم بتمثيلهم في الحكومة، ثم كيف تكون حكومة وحدة وطنية في ضوء تجاهل مطلب كهذا؟

اما عن عدم زيارة وفد حزب الله الرئيس ميشال عون لحل العقدة وتوضيح الالتباس لا سيما بعد موقف الرئيس الداعم للحريري، يقول الزوار المشار اليهم “لا يحاولنّ احد اللعب على وتر العلاقة بين رئيس الجمهورية والحزب، فهي امتن مما يتصورها بعض صغار النفوس الذين يحاولون منذ ان قام تفاهم مار مخايل في 6 شباط عام 2006 القنص عليه واستغلال كل تباين بسيط في وجهات النظر لتصويره ينهار. وقد جاء كلام الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله يوم السبت الماضي ليؤكد المؤكد في شأن العلاقة مع رئيس الجمهورية. اما الزيارة فغير ضرورية راهنا ما دامت الاتصالات مفتوحة بين الجانبين.

في المحور الخارجي من الازمة، يتهم الحزب بحسب زوار الضاحية، الادارة الاميركية باطلاق نفير المعركة، ان من خلال مسلسل فرض العقوبات عليه او عبر دعم التحالف في اليمن لانهاء معركة الحديدة وحمل الحوثيين على القبول ببدء المفاوضات لحل الازمة، او حتى بالاتفاق مع الجانب الروسي للضغط على ايران من اجل حملها على الانسحاب من سوريا مع اذرعها العسكرية بمن فيها حزب الله. مجمل هذه الضغوط من الجانب الاميركي ومحوره الاقليمي لا يمكن الا ان تنعكس على المشهد الداخلي استقواء وفوقية ممن يضعون انفسهم في هذا المحور ويتصرفون بوحيه، من هنا يمكن فهم التعنت والتمترس خلف اراء فئوية غير محقة.

امام هذه المعادلة، لا يبدو ان ولادة الحكومة وشيكة، الا اذا طرأت مستجدات او اشارات بعودة واشنطن الى الاتفاق النووي وبدء البحث فيه منذ اللحظة، قبل انتهاء مفاعيله عام 2025، بما ينعكس انفراجا على المنطقة عموما ولبنان في شكل خاص.