كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
قدّمت الطاقة الشمسية قفزة علميّة في مجال الطاقة النظيفة، ويبدو أنّ تطوّرها سيجعلها تدخل مجال السيارات الكهربائية في المستقبل القريب، كمصدر طاقة أساسي لمدّ محرّكاتها وشحن بطارياتها بالطاقة.
تُعتبر الطاقة الشمسية من مصادر الطاقة المتجدّدة، وهي مصدر واعد لحلّ المشكلات التي تتعلّق بأزمة الطاقة مستقبلاً. وتتطوّر صناعة الطاقة الشمسية بشكل سريع في جميع أنحاء العالم وفي جميع القطاعات، حتى وصلت إلى قطاع النقل بكافة أشكاله من سيارات وقطارات وحتى طائرات. وفي الفترة الأخيرة، تعمل شركات سيارات عدة على ما يُعرف بالسيارات الكهربائية التي تتخلّى عن محرّكات الوقود بالكامل، وإستبدالها بمحرّكات كهربائية تستمدّ طاقتها من البطاريات.
وهنا ظهرت مشكلة جديدة، وهي كيفية إمداد البطّاريات وشحنها بالطاقة. وكحلّ لهذا الموضوع، عملت شركات على تطوير سيارات ذكية حديثة تعمل بالطاقة الشمسية، إذا كان هناك ما يكفي من الضوء لتغذية اللوحات الشمسية التي تحملها السيارة. في السياق عينه، يتمّ بذلُ الكثير من الجهود العلمية لحلّ بعض المشكلات المرتبطة بهذا النوع من السيارات، من بينها مشكلة تجميع الطاقة الشمسية وتخزينها في بطاريات داخل السيارة لإستخدامها خلال الليل أو خلال الطقس الغائم، وضرورة وقوف السيارة تحت أشعة الشمس لسحب الطاقة اللازمة للتشغيل والشحن خلال توقفها، ما يتوجب بتصميم سيارة بخامات ومواد وأجهزة يمكنها أن تتحمّل هذه الحرارة الزائدة، إضافة إلى إبتكار طرق جديدة لعزل المقصورة وحمايتها من أشعة الشمس. وعلى الرغم من صعوبة إستخدام الطاقة الشمسية فقط لتشغيل السيارات، إلّا أنه بدأت تظهر إشارات مشجّعة في هذا الإتّجاه في أماكن مختلفة حول العالم، بحيث ظهرت سيارات تعتمد على الطاقة الشمسية بالكامل.
مبدأ العمل
تجرى الإختبارات حالياً على إستخدام الطاقة الشمسية من أجل دمج الطاقات ما بين الطاقة الشمسية مع محرك السيارات الكهربائية بهدف زيادة طاقة التشغيل في السيارة، وذلك سيساعد على زيادة مدى قيادة السيارة وكفاءة إستهلاك الطاقة. وسيتمّ تركيب وتثبيت ألواح طاقة شمسية شبه شفافة على السقف أو غطاء المحرّك في السيارات، وعلى الصندوق الخلفي إذا توفر، لأنّ هذه الأجزاء هي الأكثر عرضة لأشعة الشمس. ومع تطوّر التقنيات المرتبطة بالطاقة، يدور الحديث أيضاً عن زجاج للسيارت يعمل في الوقت نفسه كلوح لجمع الطاقة الشمسية.
وتتألف هذه الألواح من خلايا تمتصّ ضوءَ الشمس وتحوّله إلى طاقة كهربائية يمكن من خلالها إعادة شحن بطاريات السيارة سواءٌ كانت على الطريق أو متوقفة في مكان ما. وتشبه تقنيّة الطاقة الشمسية في السيارات تلك المستخدمة حالياً في المنازل، والمعروفة بإسم “Photovoltaic”. وتتضمّن هذه التقنية ثلاثة أقسام رئيسة، هي الألواح الشمسية، ونظام تحويل الطاقة وإدارة الشحن والإستهلاك والبطاريات. وعلى الرغم أنّ تقنية الطاقة الشمسية لم تصل إلى درجات متقدّمة من التطور في عالم السيارات، إلّا أنها تُعتبر من أفضل الحلول لتوفير الطاقة النظيفة والمتجدّدة، وستشكّل بالتأكيد جزءاً أساسياً من تقنيات مدّ السيارات بالطاقة في السنوات المقبلة.