IMLebanon

شدياق: لن نستطيع بناء وطن والبعض يستخدم لغة فوقية تهديدية

أشارت الإعلامية مي شدياق الى انه “قبل حوالى الأسبوع تابعنا جميعا الحدث الأممي الذي ضجت به العاصمة الفرنسية باريس، ذكرى مئة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى والتي سنتناولها في أولى حلقاتنا الحوارية اليوم. صحيح أن الإحتفال جرى على وقع موسيقى Bolero الحزينة، وأن كلا من الرئيسين ماكرون وميركل، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حذروا في افتتاح منتدى السلام مما هو آت من صعوبات تواجه العالم، إنما الطابع العام للاحتفال اتسم بالايجابية والنفحة التفاؤلية الإنسانية، وذلك في مفارقة لافتة مقارنة مع ما تعيشه بلدان وقارات أخرى من تحجر في المواقف وصراعات دموية. مصافحات وعناق ماكرون – ميركل، كانا هدية مؤثرة تلقفهاالعالم الحر. فتحية إعجاب للقيادات التي تخطت إحدى أكثر الصراعات دموية في تاريخ البشرية، حيث سقط أكثر من 37 مليون نسمة بين قتيل وجريح”.

وقالت شدياق في كلمة القتها خلال افتتاح مؤسسة مي شدياق بالتعاون مع مؤسسة فريدريتش ايبرت مؤتمر “تواصل الأدمغة الحرة”، Free Connected Minds، في نسخته السابعة، في فندق “فينيسيا”: ان “منطقتنا الشرق أوسطية التي لن تقوم يوما الا من خلال مشاريع وخطط، يجب ألا تبقى مجرد حبر على ورق، كما لن تقوم الا بوجود شعوب ثائرة متضامنة في هذا السياق توصل الى الحكم قيادات فعلية ولو كلف الأمر مزيد من التضحيات”، مضيفة ” أما في لبنان فلن نستطيع بناء وطن إذا بقي البعض على هذا المستوى المتدني من التخاطب السياسي واللغة الفوقية، التهديدية والتحريضية، لماذا يريد هؤلاء تكرار أخطاء الآخرين وتدفيع لبنان ثمن تعنتهم وتدخلهم في صراعات المنطقة سعيا لاعادة التاريخ الى الوراء؟ ألا يعرفون أن المنتصر على أجساد وأشلاء شعبه سيهزم حتما لاحقا… والتاريخ يشهد؟”

وتابعت شدياق: “صار الوقت لنتأثر بالألمان والفرنسيين بشيء ايجابي فيعترف قياديونا بأخطائهم ويعتذرون عنها حتى بعد عشرات السنين. لا يمكننا أن نتجاهل أن البعض اتعظ من التاريخ منهيا خلافا عمره أربعة عقود ومضى بتطبيق مقولة القديس بولس: “أنسى ما ورائي وأنتقل الى ما أمامي”، مثيرا إعجاب الجميع. ولكن لا يزال أمامنا آخرون يعيشون على استغلال مآسي الماضي ليجدوا مبررا للاستمرار في ابتزاز خصومهم. هذا البعض لا يعتبر لبنان وطنا وإنما غنيمة حرب يريد صرفها في مكاسب داخلية واستخدامها ورقة يسخرها لحساب دولة إقليمية”.

واضافت “لا شك في أن ذكريات الماضي بايجابياتها وسلبياتها لن تلهينا عن المخاطر الآنية التي تهدد السلم العالمي وأهمها التكنولوجيات الجديدة والعالم الرقمي والسيبيري. لا أحد ينكر، بأن الثورة التكنولوجية أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم من تقدم وتطور وتسهيل لحياة الانسان، وأحيانا كأداة لصنع التغيير كما حصل مثلا خلال الربيع العربي. في الوقت ذاته، كما أوصلت الثورة الصناعية العالم الى تقدم كبير، فقد تسببت أيضا في ايصالنا الى الحروب العالمية التي احتفلنا بالأمس القريب بطي صفحتها، وهذا ما أشار اليه أيضا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش في كلمته خلال احتفال باريس، مشبها الحقبة الحالية بحقبة الثلاثينات من القرن الماضي، متوقفا عند تحدي التكنولوجيات الجديدة وتراجع الديمقراطيات”.

ولفتت الى ان “السلاح بيد الجاهل يجرح” و”السلاح بيد الغبي يقتل”. فسلاح التكنولوجيات الجديدة والعالم الرقمي قد يوصلنا الى ما لا نريد اذا ما تمكن أشرار العالم ومتهوروه من التحكم به، لذا علينا التمسك بدورها الإيجابي كأداة سلم للتقريب بين الشعوب والدول لا لإبعادها عن بعضها. أخصام وأعداء العالم الحر ومبادئه يتكاثرون. الشعبوية الهدامة تحاول الخرق أينما استطاعت، والمتطرفون يوصلون أفكارهم الكاذبة وايديولوجيتهم القبيحة من خلال تكنولوجيا التواصل بلا رادع”. سوء الإستعمال قد يتدرج من التعبئة الى نشر الأخبار الكاذبة وصولا الى الإدمان”.