IMLebanon

 هل للبنان دور في إنهاء الازمة الخليجية؟

فيما المساعي متواصلة خلف الكواليس، لانهاء الازمة الخليجية التي انفجرت في 5 حزيران 2017 مع إعلان كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر على خلفية اتهامها بدعم ايران وسياساتها في المنطقة، سجّل مسار “رأب الصدع” الذي تقوده في شكل خاص دولة الكويت، خطوةً مشجّعة، في الساعات الماضية، تمثلت في اعلان خارجية الاخيرة الاحد ان “قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية المزمع عقدها في الرياض ستشهد حضور جميع الدول الأعضاء فيه بما فيها قطر”.

وقال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، في تصريح صحافي إن: “القمة الخليجية المقبلة، التي من المقرر عقدها في العاصمة السعودية يوم 9 كانون الاول المقبل، ستعقد بحضور جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون”، مشيرا إلى أن هذا الأمر يمثل “بادرة تبعث على التفاؤل”.

وفي وقت لم تستبعد مصادر دبلوماسية عبر “المركزية” إمكانية عقد اجتماعات تمهيدية قبل القمة قد تبقى بعيدة من الاضواء، بين مسؤولين كبار من مختلف دول الخليج “لوضع مسودة اتفاق للمرحلة المقبلة عمودها الفقري المصارحة والمكاشفة”، كاشفة عن “اتصالات امنية بين أعضاء دول مجلس التعاون لاسيما بين السعودية وقطر، تحضيرا “للمصالحة الكبرى”، تشير الى ان المساعي التي اضطلع بها اكثر من فريق للوساطة بين طرفي الازمة في الأشهر الماضية، لم تتمكن من تحقيق الخرق المرجو، الا ان هذه الوساطات اتخذت زخما جديدا ومضاعفا في الآونة الاخيرة”، على حد تعبيرها.

فهي تكشف عن جهود دولية، التقت على بذلها أكثرُ من عاصمة، لردم الهوة الخليجية، متحدثة في السياق عن مساع دخلت على خطّها مباشرة واشنطن وعواصم اوروبية ايضا، اضافة الى مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي، هدفها انهاء “خلاف الاخوة”، في أسرع وقت.
فبحسب المصادر، يعطي الرئيس الاميركي دونالد ترامب اولوية كبرى لمسألة ترتيب البيت الخليجي، ويستعجل تحقيق هذا الهدف.
وفي رأيه، المصالحة ضرورية لمواجهة التهديد الايراني من جهة، كما انها مطلوبة عشية اطلاق “صفقة القرن” التي يريدها ان تنهي الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي والتي يزمع طرحها بحلول العام المقبل، من جهة أخرى.

فالمصادر التي تقول ان الامور تتحرك بسرعة في هذا الاتجاه، لافتة الى ان زيارة رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو الاخيرة الى سلطنة عمان، ومشاركة وفود وزارية اسرائيلية في مؤتمرات دولية ودورات رياضية عالمية في عدد من الدول الخليجية، تصبان في هذه الخانة، تتحدث عن رغبة أميركية بتهيئة أفضل ارضية للتسوية المقبلة، الامر الذي لن يكتمل من دون المصالحة العربية – العربية.

وليس بعيدا، تعتبر المصادر ان قد يكون للبنان ايضا دور في لمّ الشمل، انطلاقا من موقعه الحيادي والوسطي في النزاع الذي نشب. وقد يكون الاجتماع الذي ضم امير قطر الشيخ تميم بن محمد آل خليفة آل ثاني، والرئيس المكلف سعد الحريري في باريس (على هامش الاحتفاليات التي اقيمت في ذكرى مرور مئة عام على انتهاء الحرب العالمية الأولى)، مؤشرا الى تدخّل محتمل للحريري في فض الخلاف..