IMLebanon

المشروع الانتحاري الى متى؟!

كتب عوني الكعكي في صحيفة “الشرق”:

تحاول إيران، منذ قيام حكم «آيات الله» فيها، أن تصدّر التشيّع الى العالم العربي والاسلامي… علماً أنّ الهدف من وراء هذه العملية ليس مذهبياً فحسب، بل هو سياسي أيضاً وفي المدى الأبعد هو هدف فارسي.

بداية يعمد النظام الايراني الى تشييع الايرانيين من أهل السُنّة، وهذا يتم، كما تفيد الدراسات الموضوعية، بأسلوبين: الترغيب من جهة والترهيب من جهة ثانية… إنه «تشييع إجباري» كما بات معروفاً.

ويزداد الضغط الايراني في هذا المجال بعد انتشار الإنتماء الى السنّة بين الأقليات الايرانية… ثم اختار النظام دعم مساعيه للتشييع في مدينة المحمرة العربية في الأحواز، فنظم حملة على مسجد الإمام الشافعي فيها وهو المسجد الأخير لأهل السُنّة في الأحواز إذ كان النظام قد دمّر جميع المساجد السنّية فيها.

والموضوع تطول التفاصيل المتعلقة به، أمّا خارج إيران فمخطط التشييع يستهدف سوريا والسودان واليمن وأندونيسيا وتركيا(…) كما أنّ النظام خصّص فرقاً مزوّدة بالمال لـ»شراء» المسلمين وإدخالهم في المذهب الشيعي، وهذا النهج يركّز خصوصاً على المهاجرين السنّة المنتشرين في مختلف بلدان العالم، وبالذات في أوروبا الغربية وأوروبا الشرقية، من خلال تقديم الإغراءات الكثيرة لهم(…) وهذا أيضاً حديث يطول.

طبعاً يفوت حكّام إيران واقع الحقيقة الكبرى وهي أنّ عدد أتباع المذهب الشيعي في العالم كله لا يتجاوز الـ150 مليون نسمة، بينما أهل السُنّة يتجاوز عددهم المليار و500 مليون نسمة… وبالتالي فمهما حاول نظام آيات الله أن ينتفخ فلن يستطيع أن يلحق عددياً بأهل السُنّة!

مع العلم أنّ حملات التشييع هذه أشبه ما تكون باستعباد الناس الذين ينتسبون الى المذهب الشيعي بالترغيب مقابل المال أو بالترهيب كما يحصل داخل إيران بالذات، وهذه أبشع أنواع العبودية التي يصح فيها قول الفاروق الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما انتفض في وجه عمرو بن العاص حاكم مصر وانتهره قائلاً: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟».

هذا من حيث التفصيل، أمّا من حيث المبدأ فهل هناك قرآنان: قرآن لأهل السُنّة وقرآن لأهل الشيعة؟ أو أنّ هناك قرآناً منزلاً واحداً للمذهبين معاً؟!.

أوليْس أنّ جوهر الدين الاسلامي هو ما أنزله الله من آيات بيّنات في القرآن الكريم؟

ثم ألا يطرح حكام إيران على أنفسهم السؤال البدهي الذي يتطارحه جميع المعنيين بإيران وبالتحوّلات العالمية والإنسانية، وهو أين كانت إيران قبل قيام نظام آيات الله وأين أصبحت اليوم بعد أربعين سنة على هذا الحكم الفارسي الذي يلبس لبوس الإسلام؟!.

إيران، هذا البلد العريق في التاريخ، الذي يمتلك الثروات الطبيعية والبشرية الكبيرة يعيش نحو 35 مليوناً من أهله وسكانه تحت خط الفقر.

أهذا هو «النعيم» الذي أنتجه نظام آيات الله؟!. وهل هذا هو النموذج الذي سيقدّمه هذا النظام الى العالم؟ وبالفقر والإستبداد وقمع الحريات يمكن اجتذاب أهل السُنّة عبر تشييعهم؟!. أم بلبس الأكفان والتوجّه الى الحروب والفتن في العالمين القريب والبعيد؟!. وحجز أماكن الإقامة في الجنّة… وكأنهم الوجه الآخر للعملة التي اسمها «داعش» و»القاعدة»!

وهذا البلد الذي يعاني القسم الكبير من شعبه الفقر المدقع يجد، مع ذلك، أموالاً ينفقها على التسلّح خصوصاً على الميليشيات والأحزاب التابعة له في بلدان عديدة لا سيما في لبنان والعراق واليمن وسواها…

إنّ نظام آيات الله هو مجرّد مشروع إنتحاري لا بد له من نهاية… وقريبة!