IMLebanon

في الارجنتين.. قمم بالجملة أبرزها ترامب-بوتين

تتجه أنظار العالم منذ اليوم الى الارجنتين. فالدولة الجنوب اميركية هذه ستستضيف في 30 تشرين الثاني الجاري، اجتماعا لمجموعة العشرين. لكن الاخير ليس بحد ذاته الحدث، بل يؤمّن القالب المناسب، لأكثر من قمة دولية بارزة ستعقد على هامشه.

فالرئيسان الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، اللذان لم يلتقيا في باريس خلال احتفالات المئوية الاولى لانتهاء الحرب العالمية الاولى، سيجتمعان في بوينس آيرس.

وسيشكل اللقاء المنتظر، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، مناسبة للتباحث بين الجبارين في أبرز الملفات الدولية، وعلى رأسها الاتفاق النووي والعقوبات الاميركية على ايران وملفات اوكرانيا واليمن والعراق، كما ان الملف السوري بطبيعة الحال، سيكون أحد أبرز “الأطباق”، في وقت تستمر التباينات بين الجانبين في مقاربة الازمة عموما وحيال الوجود الايراني في سوريا، خصوصا.

وتأتي القمة بينما ترفض واشنطن اي تعاون مع موسكو في انهاء الصراع وتربط دفع التسوية السياسية السورية قدما، بوفاء موسكو بالالتزام الذي قطعه بوتين لترامب في هلسنكي، بالعمل لاخراج القوات الايرانية من سوريا.

ويبدو حتى اللحظة، ان هذه التسوية ليست في متناول اليد بعد، بما ان التطورات الميدانية لا توحي بانسحاب ايراني، بل على العكس.

واذا كانت القمة ستخطف الاضواء في الارجنتين، فإن ثمة لقاءات أخرى، على قدر من الأهمية، ستحتضنها بوينس آيرس، أبرزها سيضم ترامب الى ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، “اذا شارك الاخير في قمة المجموعة” على حد قول ترامب، وآخر سيجمع بين بوتين وولي العهد وفق ما أعلن الكرملين في الساعات الماضية.

ومما لا شك فيه، تتابع المصادر، ان قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في أنقرة، ستخيم على هذين الاجتماعين.

والحال ان تركيا، بحسب المصادر، تحاول الاستفادة من الملف هذا، لتلميع صورتها غربيا في شكل عام وأميركيا في شكل خاص. وهي تسعى الى الانطلاق منه، ومن تداعياته على صورة السعودية كأكبر قوّة سنية في العالم، لتسويق نفسها كبديل من الرياض، وكطرف يمكن للمجمتع الدولي التعاون معه في القضايا الاقليمية والدولية.

الا ان “السباق” الذي أطلقته أنقرة مع المملكة، لا تبدو رياحه حتى الساعة لصالح الاولى، ونتائج التنافس بينهما على “زعامة” المدّ السني، لا تذهب في اتجاهها.

فالرئيس الاميركي مصرّ، أقلّه حتى الساعة، على شراكته مع الرياض.
وتدل مواقفه الى رغبة بفصل قضية خاشقجي وتداعياتها عن التعاون مع المملكة. وقد دافع مجددا في الساعات الماضية عن التحالف القائم معها لما فيه من مصلحة للولايات المتحدة، سواء من الناحية الاقتصادية أو مواجهة نفوذ إيران في المنطقة. وقال في هذا السياق إنه لن يدمر اقتصاد العالم أو اقتصاد الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات متشددة ضد السعودية، في إشارة إلى عقوبات محتملة ضد الرياض.

وحذر من أن تدهور العلاقة مع السعودية سيدفعها لشراء الأسلحة من روسيا والصين، مما سيفقد الولايات المتحدة صفقات كبيرة، وسيرفع أسعار النفط، وهذا سيضر بالاقتصاد الأميركي. وقد شكر الرئيس الاميركي، الرياض، الاربعاء على انخفاض أسعار النفط.