IMLebanon

“حزب الله”: توتر مع بعبدا وقنص غير مباشر على بكركي

منذ الاطلالة الاخيرة للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في 10 الجاري التي رفع فيها متراس توزير سنّة 8 اذار في وجه تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري، دخل الحزب في حقبة جديدة على المستوى السياسي عنوانها المواجهة مع السلطة الحاكمة، الرئيسين ميشال عون والحريري، وبعض السلطات الروحية التي لم توفرها سهام مواقفه آنذاك، لاسيما دار الفتوى وبكركي.

وإذا كانت المواجهة ظهرت الى العلن مع بعض المسؤولين في هذه المواقع، وتحديدا الحريري الذي لم يتوان عن الوقوف سدا منيعا في وجه المطلب السنّي رافضا الاقرار بحيثية الكتلة المستجدة عن طريق استقبالها، فإن مواجهات اخرى كثيرة لم تخرج الى الضوء، فإما بقيت داخل جدران اربعة على غرار ما شهده لقاء السيد نصرالله مع رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل بما تخلله من لوم وعتب، او انها اتخذت شكل حملات اعلامية استهدفت من رفع الصوت رافضا تعطيل التشكيل وافتعال العقد.

فلقاء الضاحية ليل – الجمعة السبت الذي استبق الاطلالة ووُصف انذاك بالعاصف، وضع النقاط على حروف تفاهم مار مخايل مستعيدا كل المحطات التي قدم فيها الحزب تضحيات كبيرة لمصلحة التيار الحليف، كما تقول اوساط سياسية متابعة لـ”المركزية”، من تعطيل البلاد عامين ونصف العام من اجل ايصال عون الى سدة الرئاسة الاولى وابقائها من دون حكومة ما يقارب السنة لتوزير باسيل بعدما لم يحالفه الحظ في انتخابات العام 2009 وعشرة اشهر لتعيينه وزيرا للخارجية، وبعد كل ذلك اصطف باسيل الى جانب الحريري . واكد السيد ان “اذا كان هذا خياركم فنحن واياكم لم نعد في الخندق نفسه ولا على الموجة ذاتها والارجح اننا نتجه الى الفراق، لان موقفكم هذا بنظرنا مثابة تقديم اوراق اعتمادكم الى المحور المناهض قبل الاستحقاق الرئاسي”. ثم انتقل السيد بحسب المصادر الى توجيه اللوم لباسيل على توصيفه العقدة السنية بأنها سنية -شيعية واصطفاف العهد الى جانب الحريري في موقفه الرافض لتوزير السنة الستة وفق ما تبين من مواقف رئيس الجمهورية  في حواره مع الاعلاميين عشية الذكرى الثانية لانتخابه. وادرجت المصادر كلام الرئيس عون عن سليمان الحكيم في خانة الرسالة المبطنة لحزب الله التي سرعان ما رد عليها الحزب بلسان النائب فيصل كرامي الذي قال فيه “قبل ان نعرف ام الصبي اين هو سليمان الحكيم”؟

واذ تشير المصادر في معرض تقويمها للعلاقات بين بعبدا والضاحية الى ان روما من فوق غير روما من تحت، تنتقل الى روما وزيارة الاعتاب الرسولية التي قام بها رأس الكنيسة المارونية مع مطارنة الابرشيات ومؤسسات الانتشار الماروني برفقة وفد نيابي يمثل المكونات الطائفية الاساسية في لبنان، لتقول ان ما حيك حولها من شائعات مفبركة حول خلفياتها ومضمونها وصولا الى الحديث عن انها هدفت الى “تأنيب” البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على خلفيات ملفات فساد في المؤسسات الكنسية والرهبانيات المارونية ورمي معلومات عن اقالته، لا تخرج عن سياق القنص على كل من يستهدف الحزب بمواقف تحمّله تبعات التعطيل المتعمّد من خلال حملات اعلامية لتشويه صورته ازاء الرأي العام، على ما توضح المصادر المشار اليها. لكنّ الوقائع دحضت الادعاءات المُفبركة منذ لحظة استقبال البابا فرنسيس الوفد اللبناني حيث خصه بحفاوة بالغة وابدى اهتماما غير مسبوق بلبنان وشؤونه، مؤكدا ايلاء الكرسي الرسولي قضاياه اهمية قصوى ورعاية خاصة في المحافل الدولية لان لبنان رسالة. واذ اكد العمل على تحصين الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة كعامل اساسي في تنوع الثقافات والحضارات، شدد على دور الكنيسة المارونية في هذا المجال مجددا الثقة بها.

واوضحت المصادر ان ما لقيه البطريرك الراعي من اهتمام خاص بشخصه وما يمثل في مختلف الدوائر الفاتيكانية اثبت بما لا يرقى اليه شك ان كل المزاعم والشائعات مجرد فبركات اعلامية وأضغاث احلام لمن يقدمون مصالح الخارج على المصلحة الوطنية، وليس الراعي اول بطريرك يوضع في عين الاستهداف بسبب مواقفه الوطنية، ولن يكون الاخير على الارجح.