IMLebanon

وساطة باسيل: “التيار” يحصر المشكلة بالحريري ومعارضيه

“لم نعد نملك ترف الانتظار”. عبارة توخى من خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري حث القيّمين على التأليف على تشكيل الحكومة في أقرب الآجال. ولم يكن أدل إلى “انعدام الترف” هذا إلا انتقال “حرب التغريدات” التي شنها رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب على الرئيس المكلف سعد الحريري من الفضاء الافتراضي إلى الشارع، حيث أقدم بعض مؤيدي الرئيس الحريري وتيار “المستقبل” على قطع بعض الطرق وإحراق الاطارات في أحياء بيروت احتجاجا على التعرض لشخص الرئيس المكلف. ومن باب هذا التحول الخطير الذي بلغته أزمة التأليف بعد 7 شهور من الشروط والشروط المضادة، معطوفة على “أفخاخ اللحظات الأخيرة” التي أطاحت الولادة الحكومية في أكثر من محطة، يمضي “التيار الوطني الحر” في ضخ الايجابية في الأجواء الحكومية، وإن كان لا يزال يتفادى ضرب مواعيد محددة لتشكيل الحكومة.

ومن هذا المنطلق، تؤكد مصادر في تكتل “لبنان القوي”، لـ”المركزية”، أن المبادرة التي أطلقها رئيس “التيار” الوزير جبران باسيل مستمرة، خصوصا بعدما تلقت جرعة دعم مهمة من بري، علما أن كل أطراف الداخل يلتقون على ضرورة إنهاء الأزمة الحكومية في أقرب الفرص.

وفي مقابل جهود الوزير باسيل، لا يزال “حزب الله” على موقفه المؤيد بلا هوادة لمطلب توزير النواب السنة الستة المناوئين لتيار “المستقبل”. غير أن مصادر التكتل تفضل عدم الغوص في “مناشدة “حزب الله” تسهيل التشكيل”، مكتفية بالاشارة إلى أن من موقع الوسيط (الذي نال ضوءا أخضر من رئيس الجمهورية ميشال عون للتحرك على الخط الحكومي)، يتحرك باسيل مع الطرفين المعنيين بالمعضلة القائمة راهنا، أي تيار “المستقبل” والنواب أعضاء “اللقاء التشاوري السني”. غير أنها تبدو حريصة على تجديد التأكيد أن “في المضمون، لا يمكن القفز فوق الحيثية الشعبية والسياسية التي يشكلها هؤلاء النواب، وهو ما دلت إليه بما لا يقبل أي لبس نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة”.

إلا أنها لا تتوانى، في المقابل، عن الاعتراف بأن المشكلة الأساسية تكمن في أن عددا من نواب اللقاء التشاوري ممثلون في كتل حفظ لها الرئيس المكلف تمثيلا وزاريا في تشكيلته الجاهزة، التي لم يعد ينقصها إلا أسماء وزراء “حزب الله”.

وإذ ترفض المصادر الكشف عن “الأفكار” التي طرحت بين بري وباسيل، تشدد على أن فكرة ما سمي “الوزير الملك” من حصة رئيس الجمهورية مستبعدة حتى اللحظة، خصوصا أن العقدة هي بين الرئيس المكلف والنواب السنة المعارضين “.

وعلى وقع التكتم الذي يحيط به التيار “أفكار” رئيسه، علمت “المركزية” أن بري وباسيل اتفقا على أن تسير الأفكار الثلاث بشكل متواز، علما أنها المرة الأولى التي يعرض فيها رئيس التيار “أفكارا” من شأنها تسهيل مهمة الرئيس المكلف.

وبحسب معلومات “المركزية” أيضا، أجرى وزير الخارجية سلسلة اتصالات بعدد من الفرقاء بعيد انتهاء اجتماع عين التينة، وذلك قبيل سفره إلى صربيا لمدة يومين، على أن يتابع  تطورات المسلسل الحكومي من العاصمة الصربية سراييفو.

وإذا كانت مبادرة باسيل تهدف إلى تسريع التشكيل، فإنها أثارت ردود فعل في صفوف بعض خصومه الذين قرأوا بين سطور حركته المكوكية بين المقار المعنية بالمخاض الحكومي قفزا فوق الرئيس المكلف وصلاحياته في هذا المجال. غير أن أوساطا في “التيار” تؤكد لـ”المركزية” أيضا أن باسيل لا يمس بصلاحية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية، فتحركه ينطلق من موقعه كرئيس لأكبر كتلة نيابية في المجلس الجديد، كما من باب حرصه على إقلاع العهد ونجاحه، بوصفه عهد جميع اللبنانيين، لا الرئيس العماد ميشال عون ومناصريه، حصرا، معتبرة أن “القنص اليومي على مبادرة باسيل يأتي ممن لا يريدون للوضع الراهن أن يحل. غير أننا لا نجد وسيلة للرد إلا المضي في تحركنا من منطلق حرصنا على البلد”.