IMLebanon

بين سطور “العقدة السنية”.. “حزب الله” يضرب التسوية الرئاسية؟!

صحيح أن أحداث الفيلم الحكومي الطويل سجلت في الساعات الماضية ارتفاعا خطيرا في منسوب المواجهة بين الرئيس المكلف سعد الحريري وحزب الله، من باب المضي في معركة تمثيل السنة المعارضين، بما من شأنه أن يضفي على ما بات يعرف بالعقدة السنية مزيدا من التعقيد، ويقذف التأليف بعيدا في عوالم الغيب. لكن الصحيح أيضا أن مراقبة حثيثة لشريط التأليف تتيح استنتاجا يفيد بأن المطبّ السني ليس إلا واجهة لحسابات سياسية بعيدة المدى يعطل حزب الله على أساها تشكيل الحكومة منذ أكثر من شهر، بعدما كان يتلطى وراء ما سمي يوما “عقدة مسيحية” أخّرت القرار القواتي المتعلق بالمشاركة في الحكومة.

وفي معرض تشريح هذا الاستنتاج، لا تخفي مصادر سياسية عبر “المركزية” خشيتها من أن يلعب حزب الله ورقة سياسية خطرة ويوظفها في بازار مفاوضات التأليف بهدف ضرب أسس التسوية الرئاسية التي أطلقت العهد، وأعطت الرئيس الحريري موقعا متقدما في المشهد السياسي الداخلي يحاول الحزب تقليصه. لا يغيب عن بال المصادر التذكير بأن بين سطور المواجهة المفتوحة على خط الضاحية- بيت  الوسط محاولة واضحة لخرق الحضور “الأزرق الكثيف في الشارع السني، وإن كان تيار المستقبل قد سجل بعض الخسائر  في الانتخابات النيابية الأخيرة، لافتة إلى أن الحزب يريد تأكيد وصول مؤيدي الخط الممانع إلى قلب صفوف الطائفة السنية، التي لطالما وضعت في  مواجهة مع حزب الله.

إلى هذه الصورة، تضيف المصادر مخاوف يبديها حزب الله إزاء مصيره في المرحلة المقبلة، على وقع إصرار المجتمع الدولي على انتهاج سياسة تقليم أظافر ايران وحلفائها في الشرق الأوسط، مستخدما ورقة العقوبات الأميركية المشددة على طهران، والتي دخلت حيز التنفيذ قبل نحو شهر. وتلفت المصادر نفسها إلى أن الضاحية تحاول تعويض الخسائر التي ستمنى بها جراء العقوبات بضمانات سياسية تنوي انتزاعها من الرئيس المكلف، بدليل احجامها عن تسليم بيت الوسط أسماء وزرائها، علما أنها لا تنفك ترمي كرة مسؤولية وصلاحية التشكيل في ملعب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس الحريري.

ولكن، إذا كان الرئيس الحريري قد عبر أمس صراحة عن رفضه تغيير موقفه في مواجهة حزب الله، فإنه مدرك للإعتبارات الخارجية التي لا تزال تصعّب عليه مهمته. وفي السياق، تكشف أوساط سياسية لـ “المركزية” أيضا أن الرئيس المكلف بحث هذه العوامل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقائهما الأخير على هامش احتفالات مئوية هدنة الحرب العالمية الأولى في باريس. وتعزو الأوساط هذه الخطوة إلى أن موسكو تعتبر اليوم القوة الوحيدة القادرة على دفع حليفتها طهران إلى تسهيل تشكيل الحكومة، علما أن إزالة الألغام الخارجية تعد أول غيث تجاوز العقبات ذات الطابع المحلي.