IMLebanon

هل يكون سلاح “حزب الله” ومصيره “كبش فداء” لإنقاذ طهران؟

تقف الحكومة الحريرية الثالثة والاولى للعهد، على ما يصنفها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عند عقدة توزير نواب سنّة 8 آذار الطارئة التي رماها فجأة حزب الله في اللحظات الاخيرة لما قبل الولادة لتعيد المولود إلى رحم دوامة التشكيل، من دون أن تبرز حقيقة أهداف الحزب من العرقلة بعدما كان على مدى خمسة اشهر أكثر المُسهِلين لمهمة الرئيس المكلف، حتى أن السنّة الستة أنفسهم كانوا يأخذون على الحزب لامبالاته تجاههم وعدم دعمهم في مطلب توزيرهم، فهل من أمر عمليات إقليمي صدر واستدعى الاستدارة المفاجئة في الموقف والاجراءات أم ثمة ما أزعج الحزب في أداء الرئيس الحريري أو أحد أركان العهد أو أنه تلمّس إشارات تتصل بالتطورات الإقليمية والدولية حتّمت عليه لعب ورقة المقايضة على الحكومة؟

فيما تدرج مصادر سياسية تصعيد حزب الله في خانة الانزعاج من استعادة الرئيس الحريري دوره الخارجي الطليعي لا سيما على الساحة العربية بعيد زيارته للسعودية واستقباله ملكياً فحاول الرد على هذا المشهد بالايحاء أن لا كلمة للحريري في لبنان بل للحزب القادر على اخضاعه وكسره حينما يرتئي، تذهب مصادر دبلوماسية غربية في معرض تفنيدها لخلفيات “انتفاضة” حزب الله على التشكيل أبعد من ذلك لتقول لـ”المركزية” أن إشارات خارجية وردت بالتواتر إلى الامين العام السيد حسن نصرالله حول اتصالات ومفاوضات تدور بين دول كبرى في شأن سلاحه في إطار مقايضة على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران لتخفيف وطأتها، بحيث إذا ما كتب لهذه المحاولة النجاح، فإن الحزب سيدفع حتما ثمنها بنزع سلاحه وإعادته من سوريا وسائر الساحات العربية التي يقاتل فيها. هذه المعلومات تضيف المصادر الدبلوماسية أثارت مخاوف نصرالله الذي انبرى إلى رفع السقف ونصب المتاريس في وجه حكومة الحريري اعتراضاً واحتجاجاً.

وأشارت إلى أن ما يتردد عن مفاوضات تدور بعيدا من الأضواء، وقد ظهر بعضها للعلن بين الإسرائيليين والعرب ليس بعيدا مما يقلق الحزب، خصوصا أن معلومات أشارت إلى محاولة توسط إيرانية لدى الغرب عن طريق عُمان بهدف محاولة تقليص حجم الضغوط التي تتعرض لها طهران، وقد سجلت زيارات لمسؤولين من الجمهورية الإسلامية إلى السلطنة بعيد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إليها، لم تستبعد المصادر أن تكون استطلاعية لنتائج الوساطة العمانية.

ومن ضمن السيناريو المُشار إليه، توضح المصادر، أن إيران أوعزت إلى حزب الله بنقل صواريخه الحديثة الى سوريا، لا سيما بعد التهديدات التي أطلقتها إسرائيل، وكان لها ما ارادت اذ نُقلت الصواريخ الى مناطق آمنة في الداخل السوري. وتكشف في الموازاة، ان روسيا التي تضطلع بدور بارز في مجال تليين الموقف الاميركي من ايران حاولت اقناع تل ابيب بالتفاوض مع ايران، الا ان ثمة عقدا تواجه هذا المسعى يجري العمل على تفكيكها، وان الغارة الاسرائيلية الاولى من نوعها مساء امس، بعد اسقاط الطائرة الروسية، على أهداف في ريف دمشق وأخرى جنوب سوريا قد تندرج في خانة الرسائل المتبادلة بين اسرائيل وايران خصوصا ان

مصادر في المعارضة السورية تحدثت عن “ان المنطقة المستهدفة بالغارات يوجد فيها العديد من قواعد حزب الله .”

ازاء هذه المعطيات تعرب المصادر عن اعتقادها بأن ايران تبحث عن ضمانة اسرائيلية جدية، ولا تكتفي بضمانة روسيا، فإذا ما حصلت عليها، قد يصبح حزب الله على الارجح “كبش الفداء” الواجب ان تقدمه طهران لقاء تحررها من الضغوط الدولية المتعاظمة عليها. من هنا، تختم المصادر يمكن فهم تصعيد الحزب في الداخل واستخدام كل الاوراق الممكنة في مواجهة محاولات خنقه.