IMLebanon

التصلّب اللويحي… أمل دوائي جديد للمصابين

كتبت جنى جبّور في “الجمهورية”:

بينما كان التصلب اللويحي بعد 10 سنوات من الاصابة به، يسبّب نوعاً من الاعاقة الجسدية التي تؤثر في حركة المصاب وفي عيش حياته اليومية بشكل طبيعي، تمكنت العلاجات الحديثة من تبديل وجه المرض وتخفيف تطوّره وإبطاء مساره. فما هي أحدث العلاجات المبتكرة؟

أمل كبير، يزرعه يومياً التطور الطبي الحاصل في نفوس المصابين بمختلف الامراض، لا سيما مرض التصلب اللويحي المزمن الذي يصيب فئة الشباب بشكل خاص بين عمر الـ18 والـ40.

في هذا الاطار كان لـ«الجمهورية» حديث خاص مع رئيس قسم الامراض العصبية في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الاميركية- مستشفى رزق الدكتور ناجي رياشي، الذي اخبرنا عن تفاصيل هذا المرض وعن احدث العلاجات المطروحة حالياً، وقال إنّ «التصلب اللويحي مرض شائع يصيب الجهاز العصبي المركزي المتكوّن من الدماغ والعمود الفقري وهو كناية عن مناعة مغلوطة، تسبّب تلفاً في الغشاء المحيط بالخلايا العصبية والذي يدعى الميالين، ما يؤدّي إلى تصلب في الخلايا وبالتالي بطء أو توقف سير السيالات العصبية المتنقلة بين الدماغ وأعضاء الجسم المختلفة. وعلى الأثر، ينتج عن هذه الحالة خلل في المنطقة المصابة، والتي يمكن أن تكون أيّ عضو يغذيه الجهاز العصبي المركزي كالبصر او السمع او اشعور او الحركة الجنسية وغيرها».

عوامل جينية- بيئية

تختلف العوارض بين المصابين، ولكن ترتكز العوارض الأوّلية على تشوّش في النظر والشعور بالألم عند تحريك العين، ضعف أو تشنّج في العضلات، الشعور بالتنميل في الأطراف، عدم القدرة على ضبط البول، والخلل في التوازن، وبحسب د. رياشي إنّ «أسباب التصلب اللويحي ما زالت مجهولة، ويمكن ربطها بالعوامل الجينية الوراثية والعوامل البيئية، فيمكن أن يتعرّض أيّ شخص لفيروس، ويكون مؤهّلاً جينياً وبيئياً للاصابة، فتبدأ الالتهابات وتنتج عنها المناعة المغلوطة التي تكلمنا عنها وبالتالي يتكوّن مرض التصلب اللويحي لديه. في هذا الصدد، أشدّد على أهمية التشخيص المبكر والدقيق، فالعوارض الأوّلية تشير إلى احتمال وجود خلل في الجهاز العصبي المركزي، والذي يمكن أن يكون تصلّب لويحي او مرض آخر، وفي جميع الحالات زيارة الاختصاصي امر اساسي وضروري للقيام بالفحوصات الضرورية للوصول الى تشخيص دقيق».

دواء شافٍ؟

رغم غياب العلاج الشافي عن هذا المرض، تمكّنت العلاجات الحالية والمتطوّرة من تخفيف تطوّر المرض وإبطاء مساره.

ويشرح د. رياشي أنّه «توجد انواع متعددة من التصلب اللويحي، ويعدّ التصلّب اللويحي المتعدد الانتكاسي الهاجع (RRMS) الشكل الأكثر شيوعاً، فيتعرض المريض اثره الى نكسة ليعود بعد فترة الى وضعه الطبيعي، على أن يتعرض لنكسة اخرى في وقت لاحق. كما أنّ غالبية الادوية الموجودة اليوم تعالج هذا النوع من المرض، من هنا اهمية العلاج المبكر للسيطرة على الالتهاب وللحدّ من ضمور حجم الدماغ والذي يؤثر بشكل سلبي على نوعية حياة المريض مستقبلاً.

من جهة اخرى، تتنوع الادوية الموجودة لعلاج التصلب اللويحي منها على شكل حقن في الشرايين ومنها على شكل حبوب، وتطورت الادوية المطروحة في هذا الاطار بشكل كبير، فبينما كانت الادوية المستعملة سابقاً تصل فعاليتها الى الـ30 في المئة، أصبحت حالياً تلامس ما يفوق الـ90 في المئة، وبالتالي يمكننا القول إننا في طريقنا الى اكتشاف الدواء الشافي. وتجدر الاشارة، الى وجود الكثير من الدراسات التي تهدف الى اختراع دواء لا تقتصر فعاليته على ايقاف المرض فقط، بل لتحسين الضرر الذي سبّبه سابقاً».

إرشادات طبّية

50 في المئة من المصابين بالتصلب اللويحي يعانون من مشكلات في الذاكرة وهذا ما يفسر نسبة الطلاق الكبيرة التي كانت قد سُجّلت سابقاً عند الذين يعانون من هذا المرض، ويوضح د. رياشي أنّ «الادوية الجديدة يأخذها المريض مثلاً لمدّة سنتين، وتؤمّن له مناعة على مدّة طويلة مقارنةً بالادوية القديمة، ولكن نحن ننصح المريض الذي تحسّن وضعه على الادوية القديمة او الجديدة، المواظبة على تناولها باستمرار للمحافظة على نوعية حياة جيدّة وجسد وعقل سليم»، خاتماً ببعض النصائح: «العيش حياة سليمة وممارسة الرياضة والحصول على غذاء سليم وتعدّد انواع الهوايات من اجل المحافظة على ذاكرة سليمة، والتوجّه عند الاختصاصي دون تأخر عند الشعور بأيّ من المؤشرات التي ذكرناها».