IMLebanon

“التيار”: لا حل على حساب بعبدا ولا تشكيلة من 36

إذا كانت حادثة الجاهلية والتصعيد الميداني على الحدود الجنوبية تصدرا واجهة الأحداث في الأيام الأخيرة، فإن ذلك لا يعني أن المعنيين بتأليف الحكومة قد أوقفوا دوران محركاتهم في سبيل تسهيل المهمة الشاقة الملقاة على عاتق الرئيس المكلف سعد الحريري. غير أن هذه الأجواء لا تنفي أن قطار التشكيل لا يزال يصطدم بإصرار النواب السنة المناوئين لـ”تيار المستقبل” على الانضمام إلى الحكومة، معززين موقفهم بجرعة دعم من “حزب الله” الماضي في مواجهة بيت الوسط. علما أن هؤلاء المنضوين تحت عباءة اللقاء التشاوري السني كانوا قد بادروا إلى ضخ بعض التصعيد في هذه “الحرب الحكومية المفتوحة على المهل المجهولة، باشتراط قيام مفاوضات معهم حول الحقيبة التي قد يتولاها ممثلهم في الحكومة العتيدة”.

هذه الصورة السلبية، معطوفة على تصلب غير مسبوق في المواقف، قد تكون حدت برئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل، إلى إعادة تعويم طرح تأليف تشكيلة تضم 32 وزيرا، لا يزال يواجه بطاقة حمراء. ذلك أن الرئيس المكلف على موقفه من تشكيل حكومة ثلاثينية، في محاولة لقطع الطريق على ضم النواب السنة “المعارضين” إلى فريقه.

غير أن “التيار الوطني” الحر لا يزال على تفاؤله، حيث أن مصادر تكتل لبنان القوي تؤكد لـ “المركزية” أن الحكومة الجديدة ستبصر النور قبل الأعياد، كاشفة أن “الرئيس الحريري لم يرد بعد على طرح تأليف حكومة من 32 وزيرا مؤكدة أن الاتصالات مستمرة بعيدا من الأضواء لتأليف الحكومة.

على أن نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي ذهب بعيدا في تقديم  طروحات الحلول الحكومية المفترضة، متجاوزا صيغة 32 إلى الكلام عن أن حلا يدرس اليوم في المطابخ والأروقة السياسية يقوم على توسيع رقعة التوزير إلى 36، من باب تحقيق مطلب النواب المستقلين. غير أن مصادر “لبنان القوي” تشير إلى أن “المفاوضات لم تصل بعد إلى مرحلة مناقشة حكومة من 36 وزيرا، في انتظار جواب الحريري على صيغة الـ32”.

وما بين الطرحين، يبرز إصرار الدائرين في الفلك الرئاسي على أن حل العقدة السنية لن يأتي على حساب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وإن كان متمسكا بشعار “بي الكل” الذي وسم عهده به.

وفي هذا السياق، تنبه المصادر إلى أن “ليس المطلوب من رئيس الجمهورية أن يمضي وحيدا في تقديم التضحيات، فيما الآخرون متمترسون خلف مواقفهم المعروفة.

ولا تفوت المصادر نفسها فرصة توجيه رسالة إلى أعضاء اللقاء التشاوري، داعية إياهم إلى تجميع أنفسهم في إطار كتلة واحدة تتيح لهم حق المطالبة بمقعد وزاري، وفي ذلك إشارة إلى أن أغلب النواب السنة الذين يخوضون المواجهة الحكومية ضد الرئيس الحريري ممثلون في كتل لحظت المسودة الحريرية القابعة حتى اللحظة في أدراج بعبدا، في انتظار حل للعقدة السنية، وهو ما لا يزال بعيد المنال.