IMLebanon

التنازل الاسرائيلي في غزة لتفادي التعامل مع حرب على جبهتين

صعدت فجأة مخاطر اندلاع حرب بين اسرائيل و«حزب الله» اللبناني، مع لقاء رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو – ومعه رئيس جهاز «الموساد» يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي مئير بن شابات، ومستشار نتنياهو للشؤون الدفاعية آفي بلوت – وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، في بروكسيل، على هامش مشاركة الاخير في لقاء لوزراء خارجية «تحالف الأطلسي».

واشارت مصادر في العاصمة الأميركية لصحيفة “الراي” الكويتية الى ان «نتنياهو سعى لاثبات ان ما تقوم به إيران و”حزب الله” يرقيان الى إعلان حرب على الدولة العبرية»، وانه «لا يمكن لاسرائيل الانتظار اكثر من ذلك حتى لا يفوتها الاوان».

وقالت المصادر ان الفريق الاستخباراتي العسكري الذي ترأسه نتنياهو الى بروكسيل، قدم لبومبيو دلائل تؤكد ان ايران تقوم بتزويد الحزب بأنظمة «تحديد المواقع العالمي» (جي بي أس) التي تتم إضافتها الى ترسانته الصاروخية، فتعطيه مقدرة – لم تكن متوافرة لديه في ما مضى – على ضرب مواقع داخل اسرائيل، بدقة أكبر.

وأشارت الى فيديو دعائي قدمه «حزب الله» يظهر خريطة اسرائيل، تم التحديد عليها مواقع وزارة الدفاع، والمطارات العسكرية التي تقلع منها المقاتلات، فضلاً عن اهداف حساسة اخرى.

وقالت المصادر الأميركية ان خريطة الحزب، المرفقة باحداثيات الاهداف الاستراتيجية، مع نظام «جي بي اس»، هي بمثابة «تغيير في قواعد اللعبة، سيضطر الاسرائيليين الى شن حرب قاسية ضد الحزب اللبناني».

ويرجح المسؤولون ان «ما بدا تنازلاً اسرائيلياً في غزة، سببه تركيز الاسرائيليين على امكانية اندلاع القتال على حدودهم الشمالية مع لبنان، ورغبتهم في تفادي التعامل مع حرب على جبهتين».

وقالت المصادر ان الاسرائيليين قدموا للاميركيين الدلائل التي بحوزتهم، والتي تؤكد ان إيران تقوم بتسليح حزب الله بشحنات تقوم بها طائرات بوينغ – 747 تحط في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت. ويملك الاسرائيليون، حسب الاميركيين، صورا جوية ومعلومات مستقاة من عملاء على الارض في لبنان تؤكد الرواية الاسرائيلية.

وسألت «الراي» عما اوردته بعض التقارير الاسرائيلية حول امكانية ان يكون سبب تصعيد نتنياهو المصاعب التي يواجهها قضائياً مع توجيه الادعاء اتهامات فساد ضده، فأجابت المصادر بانه يندر ان يذهب الاسرائيليون إلى حروب لاسباب سياسية، بل ان مراجعة تاريخية تشير الى اساليب اخرى يلجأ اليها زعماء الدولة العبرية، اثناء مواجهتهم صعوبات مع القضاء، مثل محاولة استئناف عملية السلام مع الفلسطينيين، مثل ما حدث في حالة سلف نتنياهو، ايهود اولمرت.

على ان المصادر قدمت اسباباً اخرى اعتبرت انها قد تقف خلف شعور نتنياهو بضرورة شن حرب ضد الحزب في لبنان. وتقول ان رئيس الحكومة «يدرك انه سيمر زمن طويل قبل ان تشهد اميركا رئيسا» منحازاً لمصلحة اسرائيل مثل الرئيس دونالد ترامب. وبما ان الاخير يعاني من تدهور في شعبيته بشكل ينذر باحتمال فشله في الفوز بولاية رئاسية ثانية بعد عامين، فان الاسرائيليين يعتقدون ان توقيت توجيه ضربة الى «حزب الله» قد يكون الامثل فيما ترامب في البيت الابيض.

ويتبقى في رئاسة ترامب، 776 يوماً، ومن المرجح ان ينهمك في النصف الثاني من هذه الايام في حملة اعادة انتخابه، وهو ما يعطي نتنياهو نافذة لا تتعدى الاشهر العشرة ليقوم بتوجيه ضربة تهدف للقضاء على اي صواريخ دقيقة قد يكون قد حصل عليها «حزب الله» من ايران.

وتأتي محاولات إسرائيل اعاقة حصول حزب الله على صواريخ متطورة، في وقت يشير الخبراء العسكريون الاميركيون الى ان روسيا شغّلت منظومة «إس 400»، وثلاث منظومات «إس 300» الدفاعية الصاروخية في سورية، فضلا عن قيامها بشن حرب الكترونية تؤدي الى تعطيل وعرقلة الملاحة الأميركية والاسرائيلية في الاجواء السورية، ما يضطر الاسرائيليين الى القيام بمراقبة وضرب اهداف ايرانية داخل سورية بتكلفة اكبر بكثير بسبب استخدام المقاتلات ذات التقنيات المتفوقة، مثل مقاتلات «اف – 35» الحديثة الأميركية الصنع.