IMLebanon

“حزب الله” عن لقاءات بعبدا: “هزّة عصا”

حرّكت اللقاءات الرئاسية التي استضافها قصر بعبدا الاثنين باستقبال رئيس الجمهورية ميشال عون على التوالي رئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلّف سعد الحريري المياه الراكدة حكوميا بعدما كانت “جامدة”، رغم المبادرات الاخيرة لمعالجة عقدة تمثيل نواب سنّة “8 آذار”.

ويستكمل الرئيس عون مشاوراته لإخراج الحكومة من “وحول” الشروط والصيغ المتعددة التي لم تجد سبيلا الى المعالجة حتى الآن، بلقاء “حزب الله” بعد ظهر الثلثاء ثم “اللقاء التشاوري” على الارجح، لكَون هؤلاء معنيين مباشرةً بالعقدة الاخيرة-كما يبدو حتى الان-، على ان يتوضّح اتّجاهها ابتداءً من مطلع الاسبوع المقبل بعد عودة الرئيس المكلّف من زيارته الرسمية الى لندن، اما “بعيدية” الحكومة قبل الاعياد المجيدة او مضاعفة التعقيدات.

وفي السياق، لفتت مصادر “حزب الله” لـ”المركزية” الى ان “المشاورات الرئاسية لإعطاء فرصة جديدة لمساعي تشكيل الحكومة التي لا تزال قائمة”، وذهبت بعيدا في وصفها لقاءات بعبدا بأنها “هزّة عصا” لتحريك المشاورات الموزّعة بين مختلف الاطراف المعنيين بالازمة الحكومية الاخيرة على امل ان تضع الامور في نصابها، وتمنّت ان “يُترجم الرئيس الحريري اقواله بعد لقاء الرئيس عون الاثنين الى افعال، خصوصا انه تحدّث بإيجابية عن مسار التشكيل وبأن مصلحة البلد تقتضي الاسراع في تأليف الحكومة”.

وأسفت لـ”أن اللغة الحزبية-المذهبية المقيتة تُسيطر على الخطاب السياسي، وهذا ان دل الى شيء فإن من ينطق بهذه اللغة لا يتقبّل الاخر وآراءه”.

وردا على سؤال عمّا اذا كان “حزب الله” يوافق الرئيس نبيه بري في اقتراحه بأن يكون المخرج للعقدة السنّية بتعيين الوزير السنّي من حصة رئيس الجمهورية، اوضحت مصادر الحزب “اننا مع اي حلّ يُطرح لتمثيل سنّة “اللقاء التشاوري”. نحن لا نشترط شيئا، ونسير بما يُقرره حلفاؤنا في اللقاء التشاوري”.

وشددت المصادر على “ضرورة تشكيل حكومة متوازنة لا تُقصي احدا وتستند الى نتائج الانتخابات النيابية، ولبنان لا يُحكم إلا بالعقل والهدوء، ولا مكان لمنطق “الهزيمة والانكسار” لأن المشاركة هي الاساس”، واعتبرت ان “الرئيس الحريري مكلّف من نواب يُمثّلون شرائح المجتمع كافة ما يعني ان تشكيل الحكومة لا يتم وفق ارادته وارادة تياره السياسي وانما بمشاركة مختلف القوى السياسية المُمثلة في المجلس النيابي”.

وفي مقابل “نقمة” تشكيل الحكومة التي يتخبّط المعنيون بها بعد مرور اكثر من ستة اشهر على تكليف الرئيس الحريري، “نعمة” امنية تُخيّم على لبنان فتميّزه عن الدول المُحيطة به، واتت عملية “الجبنة القاتلة” التي احبطتها شعبة المعلومات وكانت ستستهدف دور عبادة وتجمّعات للمسيحيين والقوى الامنية خلال فترة الانتخابات النيابية واعلنها وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال، لتُضيف إنجازا جديدا الى سجل القوى الامنية الشرعية في حربها على الارهاب.

واشادت مصادر “حزب الله” بـ”هذا الانجاز الامني الذي جنّب لبنان شرّ الارهاب”، مشيرةً الى ان “على رغم ازماتنا الاقتصادية والمالية والسياسية، تأتي الانجازات الامنية لتضع بلدنا في صدارة الدول الآمنة. فالامن والامان نعمتان لا يجوز التفريط بهما”، الا انها اعتبرت في المقابل ان “هذه النعمة الامنية “يُنغّصها” التعثّر في تشكيل الحكومة الذي يرتدّ سلبا على اوضاع البلد المالية والاقتصادية”، متمنيةً “لو يخففون ولدنات ولا يلعبون على وتر تشنيج الشارع ويتفرّغوا لتشكيل الحكومة”.

وفي السياق، اكدت مصادر الحزب ان “اللعب بالشارع ممنوع، ومن حاول اخيراً استخدامه لمآرب سياسية ادرك الى اين سيؤدي، ونحن كحزب اتّخذنا قرارا منذ زمن بعدم اللجوء الى الشارع لتحقيق اهداف سياسية”.