IMLebanon

عوده في ذكرى استشهاد تويني: لبنان يحتضر وكأن لا أحد يبالي

أحيت عائلة تويني وأسرة “النهار” الذكرى الـ13 لإستشهاد جبران تويني بقداس في كنيسة القديس ديميتريوس – الأشرفية ترأسه متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثودكس الياس عوده.

المطران عوده وخلال العظة قال: “جبران لم يخف ولم يصمت بل خاف السارق من كلماته وظن أنه، بقتله إياه، سوف يجعله يصمت، ولم يع هذا السارق أن الكلمة لا تخنق ولا تستر تحت التراب”.

وأضاف: “نحن ندعو الرب يسوع الكلمة وقد خاف منه أعداء الحق وصلبوه، وظنوا أنهم سيسكتونه إذ واروه في القبر، إلا أن القبر لم يحتمل قوة الكلمة داخله فانفتح، والجحيم تزعزعت، وقام المسيح دائسا الخطيئة والموت، وانبعثت رسالة القيامة إلى العالم أجمع.”

وتابع: “كلمات جبران لا تزال ترن في آذان اللبنانيين وأعداء لبنان، على رغم اندثار جسده بفضل حقدهم، لأن جبران لم يكن أجيرا.”

وأردف: “أملنا ألا نرى المسؤولين اللبنانيين، وقد اشتدت الأزمات على هذا البلد المستضعف، يتصرفون كالأجراء لا كالراعي الصالح، فيهربون من مسؤولياتهم ويتفرجون على لبنان ينهار على رؤوس بنيه، لكن رؤوسهم لن تسلم”.

وقال عوده: “عندما اشتدت الأزمات، وكان جبران خارج لبنان، قرر العودة على رغم كل التهديدات. رجع ليقف مع إخوته اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، وأقسم معهم قسمه الشهير، أن يبقوا موحدين، إلى أبد الآبدين. عاد ليموت من أجل وطنه. هكذا هو الحب الحقيقي للوطن: أن تبذل نفسك من أجله لا أن تستغله من أجل نفسك”.

وأشار عودة الى أن “لبنان يحتضر وكأن لا أحد يبالي، فيما كنا نتوقع، نحن المواطنين البسطاء الذين يتحملون تعنت المسؤولين وصلفهم، كنا نتوقع وعيا وحسا بالمسؤولية، وتخليا عن كل مصلحة من أجل إنقاذ البلد.”

وأضاف: ” ليؤلف المسؤولون حكومة طوارئ مصغرة، تضم شخصيات حيادية بعيدة عن استغلال البلد وتقاسمه، شخصيات مشهودا لها بالعلم والخبرة والغيرة والنظافة “.

وتابع: “عندما نقرأ ما كتبه جبران نشعر بأننا نقرأ افتتاحية تعالج الوضع الحالي، لأن شيئا لم يتغير في بلدنا. كتب منذ 14 عاما: “إن ما نطلبه هو القليل من التواضع، والإبتعاد عن التكابر ومرض السكر السياسي الذي يطول، ويا للأسف، أكثرية الطبقة السياسية، حيث يعتبر كل زعيم أنه الوحيد الأوحد، فيرفض مبدأ التعاون والتنسيق والعمل المشترك” (“النهار22/ 4/ 2004). أليست هذه حالنا اليوم؟ أليس البلد رهينة أهواء هذا أو ذاك من أهل الزعامة الذي يشل بلدا من أجل حصته في طبخة التوزير؟

إذا عدنا إلى الوراء أكثر في أرشيف جبران، نراه ديكا صياحا قد بح صوته وليس من يستيقظ، حتى اليوم، والجميع غارقون في سبات عميق.

وختم: “لو كان جبران حيا لصدح صوته رفضا لهذا الواقع المقيت. رحمه الله، وأبقى كلماته حية في نفوس اللبنانيين ليتعلموا رفض الذل والإنكسار، والثورة على الظلم والإحتكار والمتاجرة بلبنان وخيراته، والمناداة بالحرية والعدالة والاستقلال”.