IMLebanon

إيجابية الحريري حكوميًا أشبه بـ”رهان”… فهل يصيب؟

طبع تفاؤل لافت كلام الرئيس المكلف سعد الحريري في لندن الخميس إذ تحدث عن “أمتار قليلة تفصلنا عن إبصار الحكومة النور”.

هذا التفاؤل لم تجد له جهات سياسية كثيرة ما يبرره في الداخل، نظرا الى تمسّك القوى المعنية بالعقدة السنّية التي تحول دون التأليف بمواقفها، رغم “المبادرة” التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون مطلع الاسبوع، لمحاولة إيجاد صيغة “تسووية” تنهي التعثر المتحكم بالتشكيل منذ 200 يوم ونيف.

غير ان مصادر سياسية مراقبة ترى، عبر “المركزية”، أن إيجابية الحريري هي، في الواقع، أشبه بـ”رهان” يعوّل أن يكون في محلّه. فالرجل بنى على أكثر من معطى لإطلاق موقفه “الحكومي” الاخير. أولها، رسالة فرنسية واضحة وصارمة نقلها السفير الفرنسي برونو فوشيه الى المسؤولين اللبنانيين في الساعات الماضية تحضهم على ضرورة الاسراع في التشكيل دونما مماطلة اضافية لأن مكتسبات مؤتمر “سيدر” باتت على المحك وقد تضيع اذا ما استمر التخبط.

أما ثاني العوامل، فمتمثّل بالاوضاع الاقتصادية الدقيقة التي تعيشها البلاد والتي ستذهب نحو الاسوأ ما لم يتم استيلاد حكومة في أقرب فرصة. وقد بات الممسكون بزمام التأليف، كلّهم، في صورة حراجة الواقع الاقتصادي الذي لم يكن أدلّ اليه من اعلان وكالة “​موديز” للتصنيفات الائتمانية، منذ ساعات، تعديلها النظرة المستقبلية لتصنيف ​لبنان​ من مستقرة إلى سلبية، إثر تصاعد التوترات الداخلية والجيوسياسية.

الا ان الجديد الأبرز الذي قد يكون انطلق منه الحريري في حديثه التفاؤلي يكمن في التطورات اليمنية، بحسب المصادر. فالجدير التوقف عنده هو ان مواقف الحريري أطلقها فيما كان الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريس يعلن توصل الأطراف اليمنية إلى اتفاق حول مدينة الحديدة، ومينائها الاستراتيجي، بعد جولة مشاورات سلام بين الشرعية اليمنية والحوثيين في السويد، برعاية الامم المتحدة.

والحال أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سبق ان قال عند نشوب الحرب في سوريا ومع حصول الفراغ الرئاسي بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان من دون انتخاب رئيس جديد ان “علينا ان ننتظر ما سيجري في اليمن، لان انتهاء الحرب هناك يكون مؤشراً لانتهاء الصراع السياسي في لبنان”.

ووفق المصادر، قد يكون مسار الأمور يمنيا “باروميترا” لمسار الامور في المنطقة ككل. فالحرب اليمنية تُعدّ أوضح تجليات الصراع السعودي – الايراني. وبالتالي، إنهاؤها يعكس دخول علاقات الرياض – طهران مرحلة “هدنة” وقد رحبت الاخيرة باتفاق السويد آملة في أن “يمهد الطريق للجولة المقبلة من الحوار من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بين الجماعات اليمنية”.

ويبدو ان الرهان الحريريّ – المحلي كبير على ان تسهّل هذه الـ”هدنة” عملية التأليف، وتدفع بالقوى الداخلية المتأثرة بمستجدات الاقليم الى خفض سقوفها وزاريا. فهل يكون التعويل على “المفتاح” اليمني لفتح باب التأليف الموصد منذ أشهر في مكانه؟