IMLebanon

الحرب مع إيران ووكلائها في المنطقة

كتبت سوسن الشاعر في صحيفة “الشرق الأوسط”:

المفاوضات التي جرت في السويد لتسليم الحديدة، وحول تبادل الأسرى، وجرت حول أمور يمنية، جرت مع إيران، وتجري مع ذات الجهة التي تفاوض على تشكيل الحكومة اللبنانية، وتجري مع ذات المفاوض الذي يعطل تشكيل الحكومة العراقية، ومع المفاوض ذاته من أجل الانسحاب من سوريا. نحن نتفاوض مع إيران، عن طريق وكلائها.

أما البحرين والسعودية فلم تتركا مجالاً لإيران كي تجد لها مفاوضاً على أرضهما، أو وكلاءها الذين كانوا يهيئون الأرضية للتفاوض مع إيران على أرضنا، لو لم تحسمها هاتان الدولتان دون انتظار لموافقة أحد!!

فمن يتحدث عن الأوضاع المتردية بدرجاتها في اليمن أو عن الإرهاب في العراق أو عن اللاجئين في سوريا أو الأنفاق في لبنان فإنه يتحدث عن إيران. من يلوم السعودية أو التحالف العربي على قيامهم بواجبهم وأمانتهم تجاه أمتنا العربية، أياً كان السبب مدافعاً عن أي من تلك الميليشيات الإيرانية في أي دولة عربية احتلتها، أو واضعاً اللوم على النتائج لا المسببات في معاناة أي عربي في تلك الدول، ليعلم أن كل شهيد بحريني أو إماراتي أو سعودي أو سوداني أو مغربي تحت قيادة التحالف، فإنه ضحى بدمه وهو يقاتل تلك الميليشيات.

جميع تلك الأزمات صنعها وكلاء إيران في المنطقة. ومن يريد أن يجعل المملكة العربية السعودية أو التحالف العربي مسؤولاً عن أي سوء أوضاع في تلك الدول دون أن ينظر للأسباب والمسببات، إما أنه شريك مع إيران وإما له أجندة خاصة لا يمكن أن تكون من ضمنها مصلحة أي من شعوب تلك الدول.

التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يتصدى لهذا المشروع الواحد ذي القيادة المركزية الواحدة. نحن نطهر أرضنا من إيران وممن دنسوا عروبتنا وكرامتنا وخاننا، نحن نعيد الاستقرار لشعوب هذه المنطقة ونحمي أنفسنا، نحن لا نقاتل اليمنيين، نحن نقاتل الإيرانيين، نحن نتصدى لأسلحة إيران وتدريب إيران وتمويل إيران وجيش إيران، نحن ندافع عن أمننا وسلامة أراضينا بمحاربة «الخدم الإيراني» في كل موقع عربي.

السيطرة على مصائر تلك الدول تمت عن طريق ميليشيات إرهابية مسلحة تسليحاً إيرانياً، ونحن اليوم نواجهها وجهاً لوجه أينما كانوا، وذلك حقنا، ولا يحق لكائن من كان أن يقرر كيف نحمي أرضنا ونحمي أمننا ونحمي استقرارنا. ومن يريد أن يساعد اليمنيين أو العراقيين أو السوريين أو اللبنانيين فعليه أن يطرد إيران من المنطقة ويترك لهذه الشعوب أن تقرر مصيرها.

من ينظر إلى أي موقع سيطرت عليه إيران في الدول العربية، بشكل منفصل بعضه عن بعض، فإنه إما أعمى لا يرى أبعد من أصابع قدمه، وإما شريك في ذلك المشروع. هو مشروع واحد وله قيادة مركزية واحدة، فلدينا بعض «المتثاقفين» العرب، يتابعون الشأن الأميركي أو الفرنسي، وكأنهم أميركيون أكثر من الأميركيين أنفسهم، أو فرنسيون أكثر من الفرنسيين أنفسهم، ينظرون للقصة اليمنية كوحدة منفصلة منعزلة عن بقية القصص الإيرانية في المنطقة.

أما الغريب الذي يطالب التحالف العربي بأن يتوقف عن القيام بواجبه، فذلك له مصالحه الخاصة، نعرفها ونعرف كيف نتعامل معها.

أي طرف يبدي رأيه في ما يحدث في اليمن، عليه أن يضع خريطة العالم العربي، وينظر إلى مواقع وكلاء إيران في كل الدول العربية، ومن ثم يبدأ الحديث عن التفاوض مع إيران!