IMLebanon

عقبات قد تواجه ولادة الحكومة في ربع الساعة الأخير

شهدت الساعات الاربع والعشرون الاخيرة انتعاشا استثنائيا في مسار تأليف الحكومة، بفعل الاتصالات السياسية التي اعقبت مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي نُقلت عنه ثقته بقرب التشكيل لتكون الحكومة عيدية للبنانيين على ما قال وزير الخارجية جبران باسيل. فهل تكون نهاية الاسبوع مصيرية في حسم الازمة الحكومية الطويلة؟

إلا أن مصادر سياسية مراقبة دعت، عبر “المركزية”، الى عدم الاغراق في التفاؤل الى درجة قد تحدث صدمة غير محمودة النتائج في البلاد فيما لو شهد المسار التشكيلي انتكاسة تعيد الامور الى مربع العرقلة.

وقالت: “على امل ان تقترن الاجواء التفاؤلية بمعطيات عملية تحمل الرئيس المكلف سعد الحريري الى قصر بعبدا في اسرع وقت لإعلان مراسيم تشكيل حكومته الثالثة، يبقى الحذر واجبا، خصوصا ان التنازل المثلث الاضلع غير كاف وحده لإصدار المراسيم وثمة عقبات، ولو صغيرة، قد تفرمل الاندفاعة في ربع الساعة الاخير الذي تحدث عنه مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم اثر اجتماعه بنواب “سنّة” 8 اذار الذي أُسقطت عليه صفة “المصيري” فيما تبين ان الامور ما زالت تحتاج الى المزيد من البحث لبلوغ الهدف وان الاجتماع المرجح ان يكون مصيريا هو يوم الجمعة المقبل”.

اما العقبات فتتمثل اولا باسم الوزير الذي سيسميه النواب الستة وهل سيقدمون لائحة اسماء ليختار الرئيس عون واحدا من بينها على غرار حل العقدة الدرزية؟ وماذا لو سموا شخصية قد تشكل استفزازا للرئيس المكلف لكسره، خصوصا ان التجارب كثيرة لهذه الناحية، لاسيما بعدما استعاد الموالون للمحور السوري “نشوة” افتقدوها طويلا، بفعل زيارة الرئيس السوداني عمر البشير للرئيس بشار الاسد الذي قد يوظف هذه الورقة لتصويب سهامه في اتجاه ما تبقى من فريق 14 اذار وفي مقدمهم الرئيس الحريري؟ وهل يقبل بوضعه امام الامر الواقع على غرار مقولة “مخايل الضاهر او الفوضى” الشهيرة؟

وإلى هذه المعضلة المفترضة، تضيف المصادر قضية محاولة سنة 8 اذار فرض شروطهم على الحريري في ما خص مكان الاجتماع بهم، على رغم ان الاجتماع لم يحسم حتى الساعة، والارجح وفق اوساط “بيت الوسط” ألّا يعقد اقله قبل التشكيل، ذلك ان مجرد القبول بتوزير من يمثل هؤلاء يشكل اعترافا ضمنيا بحيثيتهم التي يريدونها انعكاسا لنتائج الانتخابات على حد تعبيرهم.

وتبدي المصادر خشيتها من ان يكون داخل اللقاء فريقان، الاول سوري الهوى ينفذ ما يطمح اليه الرئيس الاسد من عرقلة، والثاني يوالي “حزب الله” الذي رفع الفيتو عن الحكومة واعطى كلمة السر لتشكيلها، او حتى ان هناك توزيع ادوار متقنا بين هؤلاء لعدم الوصول الى حل وتاليا الهاء اللبنانيين بموجة التفاؤل للتعمية على مكمن العقدة الاقليمي.

وفي معرض خشيتها، تسأل المصادر عن سبب عدم تسليم الاسماء المقترحة من سنة 8 اذار للواء ابراهيم الثلثاء والمماطلة حتى يوم الجمعة، ما دام مدير عام الامن العام نفسه اكد ان النائب فيصل كرامي الموجود في الخارج، على ان يعود مساء الخميس، كان على تواصل مستمر مع المجتمعين ويوافق على كل كلمة قيلت.

وتعرب المصادر عن اعتقادها ان الامور اذا بلغت الحل قبل نهاية الاسبوع، تكون الحكومة “زمطت” من خرم ابرة التوافق، اما اذا لم تُحل، فالخوف من ان يكون الهدف من كل ما يجري “نفخ” النواب السنة الستة المعارضين الى درجة موازاتهم بحجم الرئيس الحريري وابرازهم على انهم حالة فعلية سنية معارضة توازي الرئيس المكلف. في انتظار تظهر نتائج زيارة اللواء ابراهيم الى “بيت الوسط” المفترض ان تحمل الخبر اليقين يبقى الترقب سيد الموقف، فإما تولد الحكومة نهاية الاسبوع او ترحّل الى العام المقبل.