IMLebanon

إتيكيت عيد الميلاد بين الاحترام والمحبة

كتبت تاليا القاعي في صحيفة “الجمهورية”:

يأتي عيد الميلاد في كل عام ومعه الكثير من الفرح والعطاء، فينشغل الناس بالتحضيرات لعشاء العيد وشراء الهدايا والملابس للظهور بأبهى حلّة. وكغيره من المناسبات، لعيد الميلاد بعض النصائح التي تُعنى باللياقة والإتيكيت.

الإتيكيت هو الرقي والطريقة الفضلى لكسب احترام الآخرين، انّه المفتاح للعلاقات الاجتماعية الجيدة، ولكنه ليس بقانون ثابت مثل البروتوكول، وانما هو علم متحرّك يتفاوت بين البلدان والمجتمعات والثقافات، وذلك بحسب خبيرة الإتيكيت نينا صفير، وهناك الكثير من التفاصيل التي من الممكن الاضاءة عليها بهدف التصرّف بطريقة لبقة وصحيحة، في هذه الفترة من السنة.

أصول المعايدة

من هذا المنطلق، وفي حديث لـ”الجمهورية” أشارت صفير الى أصول المعايدة في عيد الميلاد، وما هي الوسائل التي يجب اتباعها. “أصبحت اليوم أكثرية الاشخاص تُرسل المعايدات عن طريق الرسائل، سواء الرسائل النصّية، أو عبر “الواتساب”، وهو أمر غير خاطىء. ولكن اذا اردنا ان نعيّد الاقارب والاصدقاء، من المهم جداً ان نعمد الى الاتصال بهم بدلاً من ارسال الرسائل بكافة أنواعها، وذلك اقله خلال المناسبات الكبيرة، أي ان نعمل على التواصل مع هؤلاء الاشخاص. أما بالنسبة للبعيدين فانّ إرسال معايدة عن طريق الرسائل هو كافٍ”.

وأضافت صفير: “بالنسبة للأشخاص الذين يرسلون المعايدات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، فمن الافضل عدم ارسال معايدة خصيصاً لشخص واحد لا بل ارسالها الى الجميع، اذ انّ هذه المنصة هي بمثابة كتاب مفتوح لجميع الناس، وبالتالي من اللياقة ارسال معايدة عامة للجميع”.

ومن الأسس المهمة ايضاً في اطار المعايدة هي الزيارات، وذلك بعد ان اصبحت شبه معدومة في الأوان الأخيرة. في هذا الاطار لفتت صفير الى انّه “اضحى موضوع الزيارات أمراً غير متداول كثيرا بين الناس، في حين انّ الزيارة هي الطريقة الأفضل للمعايدة، اذ بهذه الطريقة يشعر الشخص الآخر انك مهتم به”.

في الاطار نفسه، عند الزيارة يعمد الزائر الى احضار هدية معه، ومن هنا تصادفه الحيرة حول اختيار ما هو مناسب ولائق. فأوضحت صفير انّه “خلال عيد الميلاد على الهدية ان تكون رمزية، ليس من المهم ان تكون ذات قيمة مادية”، مضيفة: “الهدية الرمزية وحدها تكفي، اذ القليل من الشوكولا مناسب في هذا الاطار، خصوصاً ان هذه الهدية ترمز الى الحب”.

عشاء ليلة العيد

من جهة أخرى، وبالنسبة الى ليلة عيد الميلاد، حيث عادة ما تجتمع العائلات في هذه الليلة المجيدة، أشارت صفير الى بعض النقاط الأساسية في هذا الإطار، وقالت: “السيدة التي تستضيف العائلة والاصدقاء في منزلها عليها ان تجهّز كل ما يلزم للعشاء الميلادي، سواء من الطعام والحلويات وكذلك المشروبات. ويجب استقبال الضيوف بطريقة لائقة مليئة بالمحبة، على ان يشعر الضيف انه في منزله وليس غريبًا. ومهما أحضر الضيف من هدية، من المهم اشعاره بقيمة هذه الهدية وبالامتنان له وشكره”.

بدوره، يحتار الضيف بنوع الهدية التي يحضرها، من هنا شرحت صفير أنّه “في حال كان يوجد علاقة حميمة أو قريبة بين الطرفين، يسعى الضيف الى التواصل مع المضيف والاتفاق على ما يجب إحضاره، مثلًا يتفقان على إحضار الحلويات وبالتالي لا تعمد السيدة الى تحضيرها”، وتابعت: “أما في حال لم يتم التنسيق بين الطرفين، فمن الافضل عدم إحضار الحلويات لا بل المشروبات مثلًا أو هدايا للأولاد، لان هذا العيد يعنيهم، أو بامكان الضيف إحضار هدية للمنزل”.

من جهة أخرى، أشارت صفير الى انّه “في حال الضيف ليس من العائلة لا بل هو صديق قريب، أو سوف يصبح فرداً من العائلة، تختلف نوعاً ما الهدية، اذ من المحتمل ان لا يحصل نوع من التواصل او التنسيق مع المضيف، بالتالي يُنصح في هذه الحالة إحضار هدية للمنزل، أو هدية لجميع الموجودين. ومن الممكن ايضا احضار الحلويات، ولكن في هذه الحالة يُفضّل احضار الشوكولا نظراً لرمزيته، كما ان هذا المنتج يمكن استعماله في ايام لاحقة، اذ ليس من الضروري فتحه أو استهلاكه فقط خلال العشاء”، مضيفة: “كذلك يمكن ارفاق الهدية بزجاجة من المشروبات، مثلا النبيذ”.

كما انّه يفضّل البعض، وخصوصًا، المراهقون والاطفال ان تكون هديتهم المال، وبالتالي هم بدورهم يشترون ما يحتاجون اليه، وهذا النوع من الهدايا ليس خاطئاً ولكن، من الافضل وضع اي مبلغ داخل مغلف مع اضافة رسالة قصيرة تُشعر صاحب الهدية بالفرح والمحبة.

استقبال الضيوف

أما عن طريقة استقبال الضيوف، فعلى المضيف ان يكون دائماً مبتسماً وان يُشعر الضيف انه مرحّب به وانه سعيد لوجوده خلال هذا العيد، في حين على الضيف ايضًا ان يُشعر المضيف انه فرح ويقدّر دعوته والجهود التي بذلها بهدف تحضير هذا العشاء الجميل، بحسب صفير.

أما خلال مأدبة العشاء، فلفتت صفير الى انّه “من المستحسن عدم النقاش والتكلم بمواضيع تُعنى بالدين والسياسة، لا بل استبدالها بمواضيع ممتعة واجتماعية، اذ هذه المواضيع بامكانها ان تُحدث بعض التوترات، وذلك لان لكل شخص رأياً مختلفاً عن الآخر، وبالتالي يمكن ان يؤدي هذا الاختلاف بالآراء الى سوء تفاهم ونفور بين الحضور”.

دور ربة المنزل

وعن دور ربة المنزل تقول: “هو اساسي ومهم، كونها من يستقبل الضيوف ويحضّر المائدة، كما تعمل على تحديد مكان جلوس كل فرد، سواء من ناحية الأهمية، أو من ناحية العمر، أي من الأكبر سناً الى الاصغر، والافراد القريبين من بعضهم الى بعض، حيث تكون الاحاديث في عشاء عائلي مفعمة بالتودد والمحبة، ولكن على الرغم من ذلك يجب العمل بكل تناسق وقيمة بحسب كل فرد”.

كذلك أشارت صفير الى انّه “من المهم أيضاً ان يكون هناك قيمة للاولاد، وذلك من خلال تواجدهم ضمن المجموعة الواسعة الحاضرة، وان يجلسوا الى جانب الكبار على المائدة الكبيرة، او ان يجمعوا الاطفال جميعهم على طاولة الى جانب الطاولة الكبرى، في حال لم يكن هناك مكان كاف للجميع”، مضيفة: “على الاهل ان يعلّموا اطفالهم كيفية استقبال الضيوف وعدم الجلوس بمفردهم لا بل التفاعل مع الآخرين، بالاضافة الى مشاركة العابهم مع الاولاد الآخرين”.