IMLebanon

غارة إسرائيلية جديدة على سوريا.. جزء من عدّة إخراج إيران؟

في إطار عملياتها العسكرية المتواصلة لـ”منع تمدد النفوذ الايراني في جوارها”، نفذت تل أبيب، ليل الثلثاء، غارات على سوريا، استهدفت وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مواقع للحرس الثوري الإيراني و”حزب الله” في الكسوة والديماس في ريف دمشق ودمرت على الأقل 3 مستودعات أسلحة إيرانية. وأفيد أن “الغارات تم تنفيذها من أجواء لبنان وسقطت بقايا صواريخ سورية دفاعية في مناطق لبنانية في البقاع في وقت تواجدت بوارج حربية إسرائيلية قبالة السواحل اللبنانية الجنوبية”.

وفي وقت أفادت وسائل إعلام تابعة للنظام أن “الدفاعات الجوية السورية تصدت لعدد من الصواريخ في محيط دمشق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات هددت بشكل مباشر رحلتين جويتين مدنيتين”، مشيرة إلى أن “الدفاعات الجوية السورية تمكنت من تدمير 14 من أصل 16 صاروخا إسرائيليا”.

وإذا كانت الغارة الإسرائيلية ليست الأولى من نوعها، عموما، وهي الثانية منذ تسليم موسكو النظام السوري منظومة أس 300 الدفاعية، خصوصا، فإن مصادر دبلوماسية متابعة تقول لـ”المركزية” أن اللافت للانتباه في هذه الضربة هو توقيتها.

فهي تأتي بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرار سحب القوات الأميركية من سوريا، وقد أفيد أن هذا القرار تم توقيعه. فبحسب المصادر، الخطوة الأميركية هدفها الإسراع في وضع التسوية السورية على السكة وهي يفترض أن تزخّم التعاون بين واشنطن وموسكو في سوريا. وقد لفتت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن “قرار واشنطن سحب قواتها من سوريا يجب أن يساهم في تسوية شاملة”.

فبعد أن أعلنت موسكو مرارا أن “أي حل غير ممكن إلا بعد انسحاب كل القوات الأجنبية من سوريا، رابطا تدخّله لدى طهران للانسحاب من سوريا بخروج الأميركيين أيضا، يأتي قرار ترامب ليضع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمام حتمية العمل لوضع إيران خارج سوريا”.

ففي السياسة، تضيف المصادر، يفترض أن تفعّل موسكو اتصالاتها وضغوطها على خط إيران، حليفتها في منصة “آستانة” لتحقيق هذا الهدف. أما في الميداني، فقد يكون غض النظر عن الضربات الإسرائيلية على المواقع التابعة لإيران والفصائل المؤيدة لها في سوريا، إحدى الوسائل التي ستلجأ إليها موسكو لتقليص الوجود والتأثير الإيرانيين في سوريا إلى الحدود الدنيا.

والغارة التي نفذت والتي قال الإعلام العبري أنها استهدفت قياديين في “حزب الله”، قد تصب في هذه الخانة، وفق المصادر، وهي ربما شكلت مقدّمة لضربات إسرائيلية ستعود لتنشط بشكل مكثّف أكثر فوق سوريا في المرحلة المقبلة، وإلا، فلماذا لم تستخدم منظومة أس 300 الروسية لردع الطيران الإسرائيلي؟

أما قول وزارتي الدفاع والخارجية الروسيتين تباعا أن “هجوم طائرات سلاح الجو الإسرائيلي نفذ في لحظة هبوط طائرات مدنية لا تتبع شركات طيران روسية في مطاري بيروت ودمشق”، وأن “الغارة الإسرائيلية نفذت تحت غطاء الطيران المدني”، فقد يكون مجرد ذريعة لتبرير عدم تحرك المنظومة الدفاعية الروسية ضد الطيران الإسرائيلي، تختم المصادر.