IMLebanon

هل يمكن أن تعيد محاولات الاختطاف شعبية “حماس”؟ (خالد إبراهيم)

فرضت التطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية على حركة “حماس” ضرورة انتهاج سياسة ردع جديدة، وهي السياسة التي رصدتها دوائر صحافية وإعلامية واشارت إليها مع تطورات الواقع السياسي الفلسطيني اليومية.

وبات من الواضح أن حركة “حماس” تسعى وبقوة إلى كسب شعبية في الشارع الفلسطيني، وهو الشارع الذي يحتاج إلى عملية مقاومة أو استمرار ما يؤكد تفوقه وانتصاره على إسرائيل، ما سينعكس على الواقع السياسي لفلسطين.

ويشير عدد من التقارير الغربية إلى أن حركة “حماس “سعت إلى تشكيل هيئة محددة للمحاولة الارتقاء بشعبيتها، وهي الهيئة التي رأت أن أفضل وسيلة يمكن ان تؤدي إلى الارتقاء بشعبية الحركة هو العمل على اختطاف الإسرائيليين.

بات من الواضح أن حماس تتميز وحدها دون بقية الفصائل الفلسطينية بتاريخها في عمليات اختطاف الإسرائيليين. وتوضح صحيفة “الانتديبندنت” البريطانية في تقرير لها إلى حساسية هذه القضية ودقتها، مشيرة إلى أن الفترة التي أعلنت فيها إسرائيل عن اختطاف حركة “حماس” للجندي جلعاد شاليط كانت تمثل واحدة من أهم الفترات التي ارتفعت فيها شعبية الحركة، خصوصاً مع الافراج عما يزيد من ألف أسير فلسطيني في إطار هذه العملية.

“تعطش للاختطاف”  

وأخيرا كشفت مصادر فلسطينية عن رغبة حركة “حماس” بالقيام بعملية اختطاف لأحد الإسرائيليين، ما يفسر سعي القوات الإسرائيلية وحرصها الدائم على تأمين كافة جنودها وعسكرييها المشاركين في مختلف العمليات العسكرية بالأراضي الفلسطينية وسط شغف ورغبة فلسطينية في القيام بهذه العمليات. اللافت أن مصادر إعلامية غربية نقلت أنباء أن “حماس” حاولت أكثر من مرة وعبر مندوبيها في شتى أنحاء العالم القيام باختطاف واحضار إي إسرائيلي إلى غزة من أجل حصد اي مكاسب سياسية مقابل هذه الخطوة.

وتشير انباء إلى أن محاولات حماس المتواصلة من أجل الايقاع بأي جندي أو عسكري إسرائيلي سواء بالداخل أو بالخارج كانت تتواصل بلا توقف، وبالفعل سعت إلى التواصل مع بعض من الجماعات من عدة دول لإحضار رهائن اسرائيليين من الدول الغربية إليها، وهو ما كان سيمثل انتصارا حاسما لها وسيشعر الإسرائيليين، في حال اختطاف أحد منهم في الخارج، أنهم ليسوا بمأمن على الإطلاق، والأهم من هذا أن حماس ستكون لها اليد العليا في أي حوار معهم.

وأشارت من التقارير إلى أن “حماس” تعاونت مع إيران بالفعل من أجل تحقيق هذا الغرض، مشيرةً إلى أن فترة المفاوضات بشأن هذه العملية أخذت وقتا طويلا، واعتمدت فيها حماس سياسة اليد والتمويل، فاليد ستكون يد حماس والتمويل للعملية إيراني، وبالتالي كانت إيران شريكا بالعملية .

واحتاجت “حماس” إلى المساعدة في تمويل عملية الخطف وتبادل التفاصيل مع اتصالاتها في الحكومة الإيرانية، وبالفعل تم هذا الاتفاق غير أن هذه العملية فشلت رغم دفع مبالغ مالية كبيرة من “حماس” من أجل الحصول على هذه الرهينة، وهو ما ثبت فشله بعد ذلك، خصوصاً مع إشارة تقارير إلى وقوع أطراف في “حماس” ضحية نصب لعصابة إجرامية تواصلت مع الحركة وزعمت بأن في حوزتها اسيرا يهوديا، الأمر الذي أغضب الإيرانيين الذين تعرضوا بدورهم لعملية نصب بسبب اندفاع حماس، خاصة وأن الحركة أبلغت إيران بأن لديها أسير إسرائيلي، ما ثبت زيفه بعد ذلك.

اللافت أن بعضاَ من المصادر اللبنانية أشارت إلى اشراف كلّ من ماهر صلاح وعلي بركة القياديَين في “حماس” على تلك العملية، غير أن تداعيات هذه العملية وغضب بعض الجهات في حماس بسببها أثار الانتقادات، خصوصًا بعدما اتضح أن “حماس” تعرضت لعملية احتيال جنائية وكان الغرض الوحيد هو جمع الأموال من “حماس”.

وتأكدت أنباء أن “حماس” شكّلت لجنة تحقيق داخلية في هذه الفضيحة الأخيرة وفشلها الواضح ثم العثور على الأشخاص المسؤولين داخل “حماس” وخارجها عن هذه العملية.

غير أن الواضح حتى الآن أن “حماس” لم تتخلّ عن استراتيجيتها التي تتميز بها عين اي من الفصائل أو المنظمات الفلسطينية، وهي استراتيجية وسياسة الاختطاف، ما يجعل الاحتلال في رعب من هذه العمليات مع نجاح حماس السابق بها، وهو ما يقرع جرس إنذار قوي تحذر منه إسرائيل.