IMLebanon

بعد 7 أشهر من التعطيل… هل تكون “حكومة اختصاصيين” الحل؟

معاينة دقيقة للمشهد السياسي الذي ساد في الأيام الأخيرة، والمطعّم بنكسة حكومية هي الثالثة من نوعها منذ انطلاق مفاوضات التشكيل، تفيد بأن حمل لواء فكرة تشكيل حكومة اختصاصيين لإنقاذ البلد من الانهيار الاقتصادي لم يعد يقتصر على المعسكر المعارض وحزب “الكتائب”، بل إنه بلغ الدائرة الضيقة من المحيطين برئيس الجمهورية ميشال عون.

وليس أدل إلى ذلك إلا التصريح الذي أدلى به عضو تكتل “لبنان القوي” النائب شامل روكز، حيث ذهب بعيدا في انتقاد المماطلة الحكومية، إلى حد المطالبة الصريحة بـ”حكومة اختصاصيين من 14 وزيرا تنقذ لبنان”، في موقف يلتقي فيه أحد أبرز الوجوه الدائرة في فلك الحكم مع رأس حربة المعارضة.

ولكن مصادر سياسية تلفت، عبر “المركزية”، إلى أن أهم ما في هذا الموقف يكمن في أنه يلتقي أيضا مع دعوات مماثلة وجهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى المعنيين بمطبخ التأليف إلى تشكيل حكومة من أصحاب الخبرات والكفاءات والاختصاص لتعمل على حل الأزمات اللبنانية في أسرع وقت لأن البلاد تترنح فعلا على حافة الهاوية الاقتصادية فيما تهدد المماطلة الحكومية جديا المساعدات الدولية المخصصة للبنان، والتي انتهى إليها مؤتمر “سيدر”.

وإذ تلفت المصادر إلى أن روكز ليس النائب الوحيد من تكتل “لبنان القوي” الذي أيد تشكيل حكومة الاختصاصيين، فإنها تبدو حريصة على تسليط الضوء على توقيت هذه التصاريح التي تأتي بعد نحو شهر على الكلام عن أن فكرة حكومة التكنوقراط بدأت تشق طريقها إلى “بيت الوسط”، حيث يعتبر بعض المقربين من الرئيس المكلف أنها قد تكون مخرجا للزوبعة الحكومية الآخذة في استنزاف العهد بلا طائل، مشيرةً إلى أن تصريح روكز يأتي أيضا فيما الرئيس ميشال عون ما عاد يخفي امتعاضه من التعطيل الحكومي غير المبرر الآخذ في استهلاك عمر العهد، فيما كان يضع كل آماله على تشكيل سريع يتيح لـ”العهد القوي” تحقيق الوعود التي قطعها للبنانيين قبيل الاستحقاق الرئاسي.

غير أن المصادر نفسها لا تخفي خشيتها من ألا يبلغ هذا الطرح النهاية السعيدة التي يأملها كثيرون، من منطلق أن بعض المعنيين بالتشكيل وعقده الكثيرة يفضل إعطاء الأولوية لحرب تناتش الحصص الوزارية، بما يمكنه من تكريس نتائج استحقاق أيار النيابي، إضافة توازنات سياسية تحكم قبضتها على حكومة من المفترض أن تعمر حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة، المتوقعة، مبدئيا، عام 2022، بما من شأنه أن يفسر الجولة الجديدة من المماطلة والتسويف، وإن كان بعض العارفين بالشؤون والشجون الحكومية يؤكد أن “التكنوقراط” مخرج لائق يحفظ ماء وجه قطبي الحكم (عون والحريري) وينقذهما من براثن الخلافات مع الخصوم والحلفاء.