يساور الأحزاب السياسية والفصائل المسلحة العراقية ولا سيما الموالية منها لإيران، قلق بالغ من الدوافع التي تقف خلف خطط واشنطن لإعادة انتشار وتمركز القوات الأميركية في مناطق عراقية عدة بعد انسحابها من الأراضي السورية.

وأبلغ مصدر سياسي مطلع «المستقبل» بأن «القلق يخيّم على أجواء بعض الأحزاب السياسية العراقية والفصائل المسلحة وخصوصاً القريبة من إيران، من خطة إعادة الانتشار الأميركي في العراق وتأثيره على النفوذ الإيراني»، موضحاً أن «انتشار القوات الأميركية المنسحبة من سوريا في المدن السنية، دفع ببعض فصائل الميليشيات الشيعية إلى الانسحاب من هذه المناطق، للحؤول دون نشوب أي صدام مسلح مع القوات الأميركية الجديدة».

وأضاف المصدر أن «الزعامات السياسية تضغط على الحكومة العراقية ورئيسها عادل عبدالمهدي لاستيضاح الموقف من مستقبل الوجود العسكري الأميركي، خصوصاً بعد قرار البيت الأبيض بسحب القوات الأميركية من سوريا في ظل وجود مخاوف من اندلاع صراع عسكري إيراني مدعوم بالميليشيات، مع القوات الأميركية في ما إذا حاولت تلك القوات تحجيم النفوذ الإيراني في العراق».

وفي سياق متصل، أفادت مصادرعسكرية أن «قوات أميركية وصلت إلى قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد) لإنشاء قاعدة أميركية في قاعدة الصينية الواقعة قرب مصفاة بيجي»، مضيفة أن «جزءاً من القوات الأميركيةِ المنسحبة من سوريا، استقرت في قاعدة عين الأسد في الأنبار».

ولفتت إلى إن «الحديث عن مغادرة القوات المنسحبة إلى محافظة أربيل، ليس بالحقيقة الكاملة، فهناك جزء كبير تمركز في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار وفي معسكرات أخرى»، مشيرة إلى «وجود قوات أميركية على الحدود العراقية – السورية لتامين نقل المعدات إلى داخل الأراضي العراقية».

من جهته، أعلن نوري حمه علي، مسؤول قوات البيشمركة في محور بردي في كركوك (شمال شرق العراق) أن «قوة أميركية كبيرة طلبت خلال توجهها إلى معسكر (K 1) منحها إياه لعدم وجود موقع بديل لتمركزها»، موضحاً أن «جزءاً من القوات الأميركية التي توجهت إلى المعسكر، قادمة من سوريا، والأخرى قادمة من الأنبار».

ويقع معسكر (K 1) على بعد 15 كيلومتراً عن كركوك، ويتمركز فيه الجيش العراقي منذ 16 تشرين الأول 2017.