IMLebanon

اجتماع بكركي القيادي: توجس من تغيير النظام!

على مسافة ايام من دخول شهرها التاسع وسط انسداد تام في افق محاولات اخراجها من عنق الزجاجة، قرر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي التحرك ازاء ازمة تشكيل الحكومة التي يكاد يكون اكثر الذين رفعوا الصوت في وجه المتسببين باستمرارها، حتى انه حمّل هؤلاء مسؤولية التعطيل ان في المواقف او وجها لوجه، فكشف وفق ما نقل عنه النائب ميشال معوض عن توجه إلى دعوة القيادات ‏المسيحية المارونية الى الاجتماع في بكركي للضغط من أجل تشكيل الحكومة.

الاجتماع الذي سيشارك فيه رؤساء الاحزاب الممثلة بنواب في المجلس شخصيا وليس من ينوب عنهم والمتوقع بين 18 و 19 الجاري، قبل مغادرة البطريرك الى الولايات المتحدة الاميركية في 21، في زيارة راعوية سياسية وطنية، يتطلع عبره سيد بكركي الى خلق ديناميكية تدفع في اتجاه الحث على وضع حد لازمة تأليف الحكومة من جهة والبحث مع القادة الموارنة في اجواء زيارته لواشنطن التي تتوقع اوساط مواكبة عبر “المركزية” ان تتخللها اجتماعات سياسية مع مسؤولين اميركيين قد يكون في مقدمهم الرئيس دونالد ترامب، علما ان زيارة البطريرك الاخيرة الى الولايات المتحدة الاميركية لم تشهد اي اجتماع سياسي وانحصرت في اطارها الراعوي البحتوما يعزز احتمالات عقد لقاءات مماثلة بحسب الاوساط مواقف الراعي الاخيرة التي حمّلت حزب الله مسؤولية العرقلة واتسمت، كما نقلت المعلومات عن اجواء اجتماع وفد الحزب الذي خلا من الحضور النيابي كما العادة، واقتصر على المجلس السياسي مع البطريرك للمعايدة، بحدة بالغة حتى انه سمى الاشياء باسمائها وتحدث عن توزيع ادوار في مسار العرقلة يديره الحزب، ظهر في شكل فاقع بعد حل عقدة القوات، اذ نبتت مشكلة توزير سنة 8 اذار فجأة حينما كانت مراسيم التشكيل قاب قوسين من الصدور، كل ذلك لاعتبارات خارجية يقدمها الحزب على المصلحة اللبنانية. وتوضح الاوساط ان الراعي يحمل معه الى واشنطن ملفا وافيا عن الوضع في لبنان واسباب تعثر التشكيل بفعل الاختلاف على الخيارات السياسية ورفض البعض التقيد بسياسة الناي بالنفس والاصرار على الانحياز الى احد المحاور الخارجية اضافة الى اقتراحات ترى بكركي ضرورة اعتمادها لاخراج لبنان من دائرة الصراع الاقليمي.

وتعلق الاوساط المشار اليها اهتماما بالغا على الزيارة وما قد ينتج منها خصوصا انها تتم في مرحلة تغير جذري في المنطقة وتحولات اساسية لا بد ان يكون للمرجعية المسيحية الوطنية اثناء زيارة سيدها لاميركا موقف واضح منها ان على الساحة اللبنانية او في المنطقة عموما نسبة لتداعياتها على لبنان، خصوصا انها تأتي في اعقاب زيارتي وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ومستشار الامن القومي للرئيس ترامب جون بولتون  لبعض دول المنطقة من دون ان تشمل لبنان وهو ما تعتبره بكركي تخليا اميركيا او وتجاهلا لهذا البلد ودوره في الاقليم، وتؤكد ضرورة استعادته لهذا الدور بعد معالجة سلاح حزب الله وتطبيق القرارات الدولية وحصر السلاح في يد الشرعية وقرار الحرب والسلم في مجلس الوزراء .

اما اجتماع بكركي الماروني عشية الزيارة، فتوضح الاوساط انه مسيحي وليس وطنيا. فالبطريرك حريص على عدم سلب اي موقع دستوري دوره، لكنه في الوقت نفسه لا يمكن ان يبقى في موقع المتفرج على البلد ينهار من دون ان يبادر الى التحرك، على الاقل في الاتجاه الماروني. الا ان السؤال الذي يطرح نفسه ازاء هذا الواقع يرتبط بجدوى اجتماع القادة الموارنة لحل عقدة التشكيل ومكمن خللها معروف انه لدى طوائف اخرى. وتردف الاوساط ان الاكثر ترجيحا في هذا المجال هو ان محور الدعوة ليس فقط عقدة التشكيل، على اهميتها، وهي ستبحث حكما بين القادة الخمسة، رئيس حزب “القوات” سمير جعجع، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، رئيس “التيار الوطني الحرّ” الوزير جبران باسيل، رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل، ومعوض بصفته نائباً ورئيساً لحركة “الإستقلال”، انما والى جانب البحث في مضمون الزيارة البطريركية الى واشنطن، ستضع على طاولة النقاش موضوع النظام واتفاق الطائف الذي ارتفع منسوب القلق لدى سيد بكركي اخيرا من استهدافه بما يعني على مستوى وضع المسيحيين في لبنان، خصوصا ان اصواتا تعلو من الطرف الاخر تارة لتعديله واخرى لاعتماد الدولة المدنية، فوجد ان اجتماعا قياديا مارونيا بات واجبا لوضع حدّ لهذه الانزلاقة الخطيرة.