IMLebanon

على طريق التأليف.. تحالفات اهتزت و”تفاهمات” سقطت!

على الطريق الى الحكومة الموعودة، اهتزت تحالفات وسقطت تفاهمات وانتعشت علاقات كانت بردت لفترة. هذه التقلبات شملت القوى السياسية كلّها ولم توفّر أيا منها، باستثناء الثنائي الشيعي حزب الله – حركة امل الذي يحافظ منذ عقود على ترابط قوي رغم تباينات تظهر بين الفينة والاخرى الى العلن.

وبحسب ما تقول مصادر سياسية متابعة لـ”المركزية”، فإن التحالف الثلاثي الذي اسس لعهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وجمع التيار الوطني الحر الى القوات اللبنانية فتيار المستقبل، كان من أبرز “ضحايا” مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية. فورقة النيات التي جمعت بين الرابية ومعراب انتهت وطويت صفحتها “السياسية” ليبقى منها الشق الوجداني الذي يُعنى بالمصالحة المسيحية- المسيحية.

أما علاقة التيار البرتقالي بالازرق، فبدورها شهدت “طلعات” و”نزلات”. وبعد ان عكّرها خلاف على “صلاحيات” الرئاستين الاولى والثالثة وقراءة متباينة لدور ومهام رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في عملية التأليف حيث انتفض الأخير ومعه دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقون مرارا، منذ ايار الماضي، ضد محاولات فرض اعراف جديدة على “السراي”، تمكن الرئيس عون والرئيس الحريري من التفاهم مجددا وايجاد ارضية مشتركة يلتقيان عليها في ما خص التشكيل.

غير ان الاجواء التي تحوط علاقة الجانبين لم تعد الى الصفاء الذي رافقها بعيد الانتخابات الرئاسية. فوفق المصادر، دخول رئيس التيار الوزير جبران باسيل على خط “الحكومة”، والاقتراحات التي يحملها لحل اشكالية تمثيل اللقاء التشاوري في شكل خاص، لا يساعدان في الحل (كون بعضها مرفوضا من قبل الحريري سلفا) ويبدو من خلالها وزير الخارجية يحاول رمي كرة التعثر مجددا في ملعب الرئيس المكلف.

وبحسب المصادر، لا يمكن فصل هذا المسار البرتقالي الجديد عن التلبد الذي ساد في الاسابيع القليلة الماضية المناخات بين ميرنا الشالوحي والضاحية. ففيما واجه تفاهم مار مخايل أخطر تهديد له في اعقاب توقف المبادرة الرئاسية الحكومية عشية عيد الميلاد، انطلقت مساع من قبل طرفيه لترميمه وانعاشه وسط حرص شديد من قبل حزب الله على الحفاظ عليه. وقد أتت هذه الجهود “التوفيقية” ثمارها على ما يبدو، فكان ان تحرّك باسيل مجددا، على خط التأليف، بسلّة طروحات حكومية جديدة تبدو هذه المرة، أقرب الى وجهة نظر “الحزب” الحكومية، منها الى رأي الحريري.

ومع ان المصادر تؤكد ان ثمة ما انكسر بين ركني ورقة التفاهم، تشير الى ان التحالف بين ركنيها باق في المدى المنظور، خاصة وان الضاحية تفصل بين علاقتها برئيس الجمهورية وعلاقتها بباسيل.

ويراهن حزب الله في المقابل، على توسع الفجوة بين بيت الوسط وميرنا الشالوحي، وبين الاول وبعبدا ايضا، وهو يستخدم ورقة “اللقاء التشاوري” ليس فقط لخرق “حديقة” الحريري الخلفية، بل ايضا لدق اسفين بينه وبين فريق رئيس الجمهورية. ففرط التكتلات السياسية، وفك العرى التي تجمع بين قواها، يناسبان الحزب ومخططاته، بحسب المصادر، اذ يثبّت أكثر أسس تفوّقه السياسي والعسكري، في الداخل على قاعدة “فرّق تسد”.

الا ان المصادر ترسم علامات استفهام حول نجاح الضاحية في تحقيق هدفها هذا. فصحيح ان تحالف التيار – القوات – المستقبل، تضعضع، الا ان علاقات القوات – المستقبل – الاشتراكي، نواة 14 آذار، سجّلت انتعاشا قويا في الاشهر الماضية…