IMLebanon

إرجاء القمة الاقتصادية.. مسار تنتهجه “8 آذار” للتطبيع مع دمشق

أشارت مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية” إلى أن “دعوة رئيس مجلس النواب بري إلى تأجيل القمة تأتي في سياق مسار تنتهجه قوى 8 آذار منذ أشهر عنوانه “تطبيع العلاقات بين بيروت ودمشق”.

وفي رأيها، “سيزداد هذا الفريق السياسي عزما على الدفع في هذا الاتجاه، وسيوسّعه للمطالبة بتعويم النظام السوري عربيا مستفيدا من إعلان دول عربية وخليجية عدة استئناف نشاطها الدبلوماسي في سوريا. وقد أتى انعقاد القمة العتيدة في بيروت مثابة “شحمة عفطيرة”، بحسب المصادر. فقوى 8 آذار ستتحرك وفق قاعدة واضحة في الأيام القليلة الفاصلة عن 19 الجاري، تقول “إما ندعو دمشق إلى القمة أو لا قمة”.

وأوضحت المصادر أن “هذا الموقف لا يمكن أن يؤثر على مصير الاجتماع العربي المرتقب، كون البت في انعقاده أو لا، في جعبة رئيس الجمهورية وحده، كما أن تحديد الجهات التي تدعى أو لا تدعى اليه، أمر تحسمه جامعة الدول العربية فقط لا غير”.

لكن المصادر تتحدث عن اعتبارات أخرى قد تقود إلى إرجاء القمة، “أبرزها عجز لبنان حتى الساعة عن تأمين حضور خليجي وازن فيها وعدم قدرته على جذب مسؤولين خليجيين من المستوى الرفيع للمشاركة في القمة. فالسعودية التي لا تبدو متحمّسة للقمة العربية “البيروتية”، لم تحسم بعد موقفها من مستوى المشاركة، علما أنها – ودائما بحسب المصادر- تحفظت عن زيارة وزير الخارجية جبران باسيل الرياض لتسليم الدعوة، فاستعيض عنه بالوزير جمال الجراح، في خطوة كافية لإظهار عدم رضاها عن الخيارات السياسية المحلية والإقليمية، لرئيس التيار البرتقالي، بما يمثّله لبنانيا”. والحال أن دول مجلس التعاون تبدو كلّها في انتظار ما ستقرره المملكة في شأن من سيمثّلها في القمة، لتقتدي بها، كما أن مصر التي كان رئيسها عبدالفتاح السيسي أكد حضوره شخصيا إلى بيروت، من غير المستبعد أن تعيد النظر في مستوى تمثيلها في ضوء الموقف السعودي”.

أمام هذه المعطيات، التي يُضاف إليها أيضا عدم وجود حكومة فعلية كاملة الصلاحيات لا تكتفي بتصريف الأعمال- وهو عامل أساسي ومؤثر في القمة من حيث نتائجها والمقررات، ولو حاول البعض التخفيف من أهميته- هل يكون مصير القمة الإرجاء؟ لننتظر، تجيب المصادر التي ترجّح هذا الخيار في انتظار ظروف محلية أفضل وتبلور معالم الصورة واتضاحها أكثر في المنطقة عموما، وفي سوريا خصوصا”.