IMLebanon

“جلسة تحشيش”… وضابطة إسرائيلية شقراء!

كتبت كاتيا توا في “المستقبل”:

بعد«جلسة تحشيش» في أحد المقاهي، إستفاق مصطفى ب. من «سباته» ليجد نفسه خلف القضبان، ليس بتهمة تعاطي المخدرات إنما أكبر من ذلك بكثير، التواصل عبر «الفايسبوك» مع الناطق باسم جيش العدو الإسرائيلي افيخاي أدرعي وضابطة إسرائيلية «شقراء»، عارضاً عليهما تزويدهما معلومات أمنية ومبدياً إعجابه بدولة إسرائيل، لكن «عرضه» هذا لم يلقَ «تجاوباً»، على الرغم من أنه حاول أن «يجذب» في حديثه «الجنرال» و«الضابطة الشقراء»، عندما قال لهما: «أنا شيعي من الجنوب وفهمكم كفاية».

كان مصطفى على مشارف الحصول على إجازة في الحقوق وهو الطالب في سنته الرابعة، وكاد بذلك ان يكون واقفاً أمام المحكمة كمحامٍ مدافعاً ومترافعاً عن متهم، أي متهم، إلى جانب «زملائه» المحامين الحاضرين داخل قاعة المحكمة، إنما كان هو نفسه المتهم الذي، ورغم حضور محامٍ عنه، دافع عن نفسه من التهمة المسندة إليه بـ«خفّة» ورافعاً الكلفة بينه وبين رئيس المحكمة العميد الركن حسين عبدالله أثناء استجوابه مخاطباً إياه بـ«أخي». وذهب المتهم إلى أبعد من ذلك في وقاحته حين توجه إلى رئيس المحكمة قائلاً: «شو الواحد ممنوع يسبّ الرؤساء».

توقيف مصطفى الذي حصل قبل ثمانية أشهر، لم يأتِ على خلفية تعاطي المخدرات، ولا بتهمة التواصل مع العدو، إنما جاء نتيجة عبارات نابية أطلقها على صفحته على «الفايسبوك» في ذكرى اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، طالت أيضاً «شعبة المعلومات» في قوى الامن الداخلي، كما لم يوفّر رئيسي الجمهورية والحكومة في «منشوره»، ومن هنا بدأت «رحلة» مصطفى إلى السجن.

أثناء التحقيق معه، رفض مصطفى في البدء تزويد المحققين بـ«كلمة المرور» لحسابه على «الفايسبوك»، ليعترف بعد ذلك بتواصله مع أدرعي و«الضابطة الشقراء»، وهو زعم أمام المحكمة بأن دخوله إلى صفحة أدرعي على «الفايسبوك»، جاء نتيجة «حشريته» بعد توقيف زياد عيتاني، «فأنا حبيت أعرف شو بيصير»، وما حصل مع مصطفى أنه دخل بالفعل إلى تلك الصفحة حيث شاهد منشوراً لأدرعي يقول فيه إن «دولة إسرائيل هي دولة سلام وإن حزب الله يحارب العدو وشعبه جائع»، ويوضح مصطفى أن ثمة «عملاء لبنانيين يتابعون علناً هذه الصفحة فصرت أعلق على كلامه، خصوصا تلك التي يُهدد فيها حزب الله والسيد حسن، فأنا لا اشتمهما إنما شتمته هو ورحت أهاجمه».

في إحدى الرسائل إلى أدرعي عبر الـ«ماسينجر» كتب مصطفى: «حكامكم أشرف من حكامنا وإسرائيل دولة سلام، وأنا شيعي من الجنوب وفهمكم كفاية»، إنما لم يرد أدرعي على تلك الرسالة.

وأمام المحكمة أفاد مصطفى في رده على ما ورد في تلك الرسالة، بأن «إسرائيل دولة سلام مع شعبها وأشرف من حكامنا حيث ابن القاضي قاضي وابن الضابط ضابط وابن المسؤول مسؤول»، وأن كلامه نال «لايكات» عديدة ومن بينها من «الضابطة الشقراء».

وعن رسالة أخرى أرسلها إلى أدرعي عبر التطبيق نفسه قال فيها: «أنا معجب بأفكاركم وأؤيد فكرة السلام مع إسرائيل وهي أجمل من لبنان للعيش فيها»، أوضح مصطفى أن هذه الرسالة هي ملخّصة «ولاقت تعليقات عديدة، كما شتمته أيضاً إنما لم يردّ عليّ».

وقبل أن يرفع رئيس المحكمة الجلسة إلى آذار المقبل، لتكليف «شعبة المعلومات» ايداعه حرفياً ما ورد في الرسائل التي أرسلها المتهم إلى أدرعي، طلب ممثل النيابة العامة القاضي رولان الشرتوني إيداعه الملف بعدما أفاد المتهم أنه كان «عم يحشش» في مقهى مع صديق له ويحدثه عن «الضابطة الشقراء» عندما حضرت قوة أمنية لإلقاء القبض عليه، ليُبنى على الشيء مقتضاه، ليرد المتهم بأنه أوقف «عا مسبّة ولو عارف في قصة عمالة كنت هربت، وحطيتونا بمحل مش إلنا».