IMLebanon

فرنجية نقل رسالة “حزب الله” لباسيل: لا ثلث معطلًا

على اهمية “لقاء بكركي” الأربعاء الذي جدد الثوابت التاريخية لمن اعطي له مجد لبنان، وكرّس مبدأ الحوار والنقاش بين اهل “البيت” رغم اختلاف وجهات النظر تجاه قضايا ومسائل عدة، اضافةً الى تسليط الضوء على “شخصية” البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي نجح مرّة جديدة في جمع الموارنة تحت عباءة بكركي مهما اشتدت رياح التفرقة بينهم، الا انها اظهرت “عمق” التباعد حكوميا بين المشاركين، لاسيما “التيار الوطني الحر” وتيار “المردة” تجاه مطلب الثلث المعطّل.

ومع ان المجتمعين اتّفقوا على العناوين العريضة والاساسية لنداء “انقاذ الوطن”، مجددين، بحسب ما جاء في البيان الختامي للّقاء، تمسّكهم بهوية لبنان الفريدة القائمة على العيش المشترك وصيغة المناصفة التي كرّسها اتّفاق الطائف وبالمؤسسات الدستورية الشرعية، الا انهم “تاهوا” في زواريب الثلث المعطّل الذي “يُعطّل” تشكيل الحكومة منذ اكثر من سبعة اشهر. ولعل ابرز من عبّر عن هذه المتاهة السجال الذي دار بين رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية.

ففرنجية، كما تقول مصادر سياسية اطلعت على اجواء اللقاء لـ”المركزية”، شنّ هجوما على باسيل مصوّبا على حجّة ان الثلث المعطل كما يحاجج باسيل ليس مكسبا وطنيا يقوّي موقع رئاسة الجمهورية، بل مجرّد مكسب فئوي الهدف منه مواصلة تحجيم “القوات” و”المردة” وتطويقهما، إذ إن “معركة الثلث التي يخوض غمارها باسيل لو كانت تؤسس لكي تكون عرفا في حكومات العهود في المستقبل كما يدّعي وتعد سلاحا في جعبة رئيس الجمهورية لتحقيق التوازن داخل الحكومة، لكان بإمكان باسيل التعاون مع “القوات” و”المردة” من أجل تشكيل قوة من 15 وزيرا وليس فقط من 11 تستطيع بالتنسيق في ما بينها استعادة حقوق المسيحيين في الدولة تدريجيا، لأن القوّة في الاتحاد لا التفرقة”.

وذهب فرنجية ابعد في قطع طريق “الثلث” على باسيل، بالقول: “اذا كنت تراهن على ان يمنحك “حزب الله” الثلث ولو بعد وقت فالحزب صبره طويل ولن يُعطيك ما تريد، والحكومة متوقّفة عند تخلّيك عن الوزير الحادي عشر”.

في هذه النقطة بالذات، تضيف المصادر، ظهر فرنجية وكأنه ينقل رسالة “حزب الله” الى باسيل في عقر الدار الماروني من خلال قوله ان “الحزب لن يمنحه الثلث وهو ليس مستعجلا وانه من “اهل الانتظار” وتاليا من سيخسر هو العهد وليس الحزب، لأن كل يوم يمرّ من دون حكومة اصيلة يأخذ من رصيد العهد ويُعرقل الانجازات التي يعد بتحقيقها”.

وما لم يقله فرنجية الأربعاء في لقاء بكركي كي لا “يُوتّر” اجواء المناقشات استكمله اليوم بتغريدة عبر حسابه على موقع “تويتر” جاء فيها: “إذا كان الرئيس سعد الحريري مصرّا وحريصا على منح الثلث الضامن لرئيس الجمهورية كما قرأنا في “المستقبل” اليوم فليتنازل من حصّته عن وزير سنّي لـ”اللقاء التشاوري” فتُحلّ المشكلة. “حزب الله” متمسّك بتمثيل “اللقاء التشاوري” في الحكومة ولن يتراجع ونحن لم نقل انه ضد ان يكون لرئيس الجمهورية الثلث الضامن، اما نحن كفريق مسيحي فإننا ضد منح الثلث لمن يريده ضدّ باقي المسيحيين”.

واعتبرت المصادر، عبر “المركزية”، ان “الزعيم الزغرتاوي نجح في تسجيل هدف في مرمى باسيل على ارض “لقاء بكركي”، فأسقط بالمنطق السياسي حجّة رئيس “التيار البرتقالي” بأن الثلث المعطل الذي يُقاتل من اجله مكسب مسيحي، وأظهر أنه مجرد مكسب فئوي الهدف منه مواصلة تحجيم “القوات اللبنانية” و”المردة” في مجلس الوزراء وتطويقهما، لاسيما في ملفي التعيينات والتوظيفات”.

ولفتت الى ان “باسيل خسر في لعبة الثلث لمجرّد انه لم يتمكن من تسويق طرحه بدعم رئاسة الجمهورية بين المجتمعين في بكركي”، خصوصا انه ظهر، بحسب المصادر، يطرح الموضوع من منطلق ذاتي لا مسيحي، ولم ينجح في تقديم تصور مسيحي جامع ولا الاستفادة من اللقاء من اجل توظيفه لمصلحته في مواجهته التكتية مع “حزب الله”، التي حمل رايتها في اللقاء رئيس تيار “المردة”.