IMLebanon

التطبيع العربي مع سوريا مقابل الثلث المعطل لـ “التيار”؟

أما وقد انتهت القمة العربية الاقتصادية التنموية في بيروت إلى ما انتهت إليه من نتائج وما وجهت من رسائل للدولة والعهد، وعادت الحياة السياسية إلى ما كانت عليه من أزمات وتجاذبات تعبق بها الدولة “الفاقدة السيطرة على نفسها”، والعاجزة عن محاسبة من مزق علم دولة عربية مدعوة الى القمة وعن منع رفع إعلام حزبية على حدودها لا تعكس هويتها وانتماءها التاريخي، فإن ما جرى في كواليس السياسة على هامش القمة، يشير إلى تحول قد يكون طرأ فجأة على مستوى الأزمة الحكومية.

فكما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، “عبّرت عنه بعض المواقف “المتحولة” بدورها، لا سيما من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي شن حربا ضروساً على القمة ومن دعا إليها بداية لعدم توجيه الدعوة إلى سوريا ولاحقا على خلفية دعوة ليبيا، بشكل أوحى أن شعرة معاوية التي كانت تصله بالتيار “الوطني الحر” ورئيسه الوزير جبران باسيل انقطعت ولم يعد من مجال لوصلها، إذ وعلى خلفية موقف الوزير باسيل حول الإمام موسى الصدر وذاك الداعي إلى ضرورة التطبيع مع سوريا وأن لبنان سيلعب الدور المطلوب منه على هذا المستوى، كانت إشادة من بري بباسيل وليونة مستجدة أكدت بدء مرحلة تنفيس الاحتقان بين الطرفين وتطويق أي ردة فعل للعهد ضده”.

واعتبرت المصادر أن “هذه الليونة ليست معزولة عما يدور في الأفق الحكومي مما وصفته بصفقات عشية مؤتمر وارسو الذي يحتاج قبله “حزب الله” إلى موقف داخلي داعم له وحكومة قد تشكل السند في ما لو تم استهدافه كما يتوقع”، متحدثة عن أن “إشارة الرئيس ميشال عون إلى وجوب عدم ترك مقاعد عربية شاغرة ثم ما استتبعه وسبقه من كلام في شأن سوريا من الوزير باسيل يؤشر إلى ملامح اتفاق بين التيار “الوطني الحر” و”الثنائي الشيعي” قد يرتكز إلى قاعدة “أعطونا الثلث المعطل نعطيكم التطبيع مع سوريا عربيا ونواجه مقررات وارسو”.

هذا الواقع، رصدت مفاعيله المصادر المشار ‘ليها من خلال “تحويل كل الضغط الذي كان مركزا على القمة مباشرة في اتجاه تشكيل الحكومة، حتى قبل انتهاء أعمالها، إذ خرجت أصوات من “التيار” تؤكد أن الحل الحكومي وشيك ولا عقدة خارجية، وذلك على قاعدة إحدى أفكار الوزير باسيل الخمس، صيغة حكومية من 32 وزيرا تفترض ممارسة أوسع حملة ضغط على الرئيس المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومته الثالثة على أساسها”.

وتعتبر المصادر أن “الثنائي الشيعي يسعى بطرحه هذا عشية مؤتمر وارسو إلى دق أسفين بين ركني سيبة العهد التيار “الوطني الحر” و”المستقبل” باستمالة باسيل إليه ومنحه الثلث الذي يعتبره حقا مكتسبا كرسته نتائج الانتخابات النيابية فيكون إلى جانبه في القضايا الاستراتيجية الكبرى ومع المستقبل في اليوميات السياسية، تنقل عن أوساط بيت الوسط أن الرئيس المكلف ليس في وارد الرضوخ للضغوط مهما كلف الأمر، وما رفضه أمس لن يقبل به اليوم ولو بتعهد عدم تكريس مقعد علوي في الحكومات التالية”ز

وترى المصادر أن “حزب الله يحاول من خلال هذا السيناريو اصطياد عصفورين بحجر بحيث يستميل باسيل والعهد إليه ويمحو إشكاليات “القمة” بأسرع من المتوقع لمواجهة وارسو ومقرراته من جهة ويرمي كرة نار التعطيل في ملعب الرئيس الحريري الذي يدرك الحزب سلفا أنه لن يرضى بصيغة الـ32 بما يضعه في موقع المعرقل الوحيد لتشكيل الحكومة بما يوجب ذلك من إجراءات قد تصل مجددا إلى شهر ورقة توجيه رسالة إلى مجلس النواب وغيرها من طروحات لـ”إزاحة” الحريري، ثبت أنها كلها من دون جدوى”.