IMLebanon

معلومات متضاربة عن قبول الحريري بصيغة 32 وزيرًا

قالت مصادر سياسية لبنانية مطلعة لصحيفة “العرب” إن اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، مع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، قد يعكس معطيات جديدة طرأت في الساعات الأخيرة للدفع باتجاه تشكيل الحكومة اللبنانية، فضلا عن تطويق مخلفات القمة الاقتصادية العربية، والتي أظهرت حجم الخلاف بين رؤية باسيل والحريري بخصوص سياسة “النأي بالنفس″.

وأوضحت المصادر أن المعلومات ما زالت متضاربة حول إمكانية قبول الحريري بصيغة 32 وزيرا التي سبق لباسيل أن طرحها ولاقت رفضا من قبل رئيس الحكومة المكلف. وقد يكون اجتماع الحريري-باسيل مقدمة لحلحلة محتملة في موضوع الحكومة.

وكشفت بعض المعلومات أن الحريري قد طالب بأن يكون الوزيران، العلوي وممثل الأقليات المسيحية، من حصته ليوافق على هذه الصيغة الحكومية.

وليس مستبعدا أن يوافق الثنائي الشيعي، حزب الله وحركة أمل، على منح فريق عون-باسيل الثلث المعطّل في الحكومة العتيدة، مقابل موقفهما الداعم للتطبيع مع دمشق ومقابل وعود بوقوفهما ضد نتائج مؤتمر وارسو المقبل وتداعياته على لبنان.

وسبب أداء باسيل أثناء القمة الاقتصادية العربية التي أنهت أعمالها الأحد في بيروت، إحراجا للحريري، خصوصا لجهة انخراط وزير الخارجية في الدعوة إلى إعادة سوريا إلى عضوية الجامعة العربية، أو لجهة إشادته بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وفيما اعتبرت مراجع سياسية أن موقف باسيل، المفترض أنه يمثل السياسة الخارجية للدولة اللبنانية، قد بدا وأنه مغادرة لسياسة النأي بالنفس وإعلان الانحياز لتحالف طهران-دمشق في المنطقة، فإنها لفتت إلى استمرار الحريري في الحرص على علاقته بباسيل.

واستغربت بعض الأوساط تبرؤ الحريري من موقف وزير الدولة لشؤون النازحين، معين المرعبي، الذي اعتبر أن موقف باسيل بشأن اللاجئين السوريين في لبنان لا يمثل الموقف الرسمي للحكومة اللبنانية.

ورأت في موقف الحريري تأكيدا على الشراكة بينه وبين باسيل ورئيس الجمهورية ميشال عون والتي بدأت منذ التسوية الرئاسية التي قادت عون إلى قصر بعبدا.

وقالت مصادر إعلامية إن المرعبي لم يتصل بالحريري لإطلاعه على مضمون مؤتمره الصحافي الذي هاجم فيه موقف باسيل من مسألة النازحين، كذلك فإن الحريري لم يتصل بالمرعبي لإبلاغه بأنه سيتصل بباسيل ليعلن عدم علمه وموافقته على مواقف المرعبي. ولفتت المصادر إلى الموقف اللافت لوزير الداخلية نهاد المشنوق الداعم للمرعبي، ما أظهر انقساما داخل كتلة “المستقبل” الوزارية.