IMLebanon

عندما يطمئن نصرالله إسرائيل! (بقلم رولا حداد)

لم يكن أحد ليتصوّر أن يصل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى درجة من التعمية والتضليل، على قاعدة أن لا من يسأله عن التناقض الكبير بين أقواله وأفعاله.

لم يكن أحد ليتصوّر أن يقول السيد نصرالله إن “أي اعتداء إسرائيلي حرباً أو اغتيالاً لعناصر “حزب الله” في لبنان وحتى سوريا سنرد عليه”، ويتناسى أن إسرائيل تغير من دون انقطاع على مواقع الحزب والحرس الثوري الإيراني في سوريا فتدمّرها وتوقع القتلى، ولا من يردّ من سنوات!

ولم يكن أحد ليتصوّر أن يؤكد الأمين العام لـ”حزب الله” أن “أي عملية واسعة يشنّها العدو سنتعامل معها على أنها حرب، والمقاومة وكل محور المقاومة جاهزون للرد في حال حصور أي عدوان”، وحتى أنه أضاف أن “أي عملية ضرب أهداف محددة هي محاولة لتغيير قواعد الاشتباك وسنتعامل معها على هذا الأساس”، في حين أن كل هذا المحور يتلقى الضربات الإسرائيلية المتتالية ولا يجرؤ حتى على الصراخ، وقواعد الاشتباك الجديدة الفعلية حولتها إسرائيل إلى قواعد ضرب من جهة واحدة في حين أن محور الممانعة المتلقي للضربات بات عاجزاً عن القيام بأي رد!

ربّ قائل إن محور الممانعة الذي تقوده إيران لا يردّ نهائياً لأنه يخشى رد الفعل الإسرائيلي على أي ردّ إن حصل، ولذلك تفضّل إيران تلقي الضربات بهدوء لأن هذه الضربات تبقى محدودة مهما عظمت، في حين أن الردّ الإسرائيلي على أي ردّ إن حصل، قد يأخذ المنطقة إلى حرب واسعة تخشاها إيران وتتجنبها بأي ثمن، لأن الثمن عندها قد يكون سقوط نظامها!

المفارقة أن كل النظريات الإيرانية سقطت أمام إسرائيل. فيلق القدس في الحرس الثوري لم يعد معنياً بالقدس، بل باحتلال العواصم العربية. و”حزب الله” الذي يحتفل سنوياً بـ”يوم القدس” الذي كان أطلق الاحتفالات به مؤسس الجمهورية الإسلامية في إيران الراحل آية الله الخميني، بات يطمئن إسرائيل بأنه لن يدخل الجليل إلا في حال وقوع حرب مع إسرائيل وفي حال اعتدت إسرائيل على لبنان، وبالتالي لا مخططات لتحرير القدس أو للقضاء على إسرائيل، كما كان محور الممانعة يتغنّى، قبل أن يعتذر ضمنياً وزير خارجية إيران عن ذلك ويؤكد أنهم لم يرفعوا يوماً شعار تدمير إسرائيل!

وصل العجز حدود أن يعترف السيد نصرالله بأن “حزب الله” فضّل الصمت حيال قضية الأنفاق التي دمّرتها إسرائيل. الصمت في حين كانت إسرائيل تدمّر هذه الأنفاق وجرافاتها تعمل من دون توقّف. نعم بات الصمت اللغة المفضلة للحزب تجاه إسرائيل، في حين أنه يتقن شتم الدول العربية والخليجية تحديداً، والإساءة إليها وإلى حكامها والى مصالح اللبنانيين العاملين فيها من دون أي رادع!

لقد باتت لافتة، لا بل فاقعة مقاربات السيد نصرالله، ما بين طلب “تسوية” مقنّعة مع إسرائيل تحت شعار “لن نهاجمكم إلا إذا هاجمتونا”، رغم أن الواقع يؤكد أنهم لن يهاجموا إسرائيل رغم كل هجماتها وضرباتها، وبالتالي يستطيع الإسرائيلي أن يأمن من جانب “حزب الله”، في حين أن على من يقلق من الحزب وإيران فقط هي الدول العربية وشعوبها التي تعاني الأمرّين بسبب سياسية “تصدير الثورة” التي تمارسها إيران باتجاه الدول العربية حصراً، الثورة المرتبطة بالفتن والتخريب وقتل الشعوب!