IMLebanon

سليم عون: كلام الخليل لن يمرّ وبري أكد أنه لا يمثل إلا صاحبه

لا يكاد ينتهي خلاف بين «التيار الوطني الحر» و«حركة أمل» حتى يبدأ خلاف آخر. إذ وبعد التوتّر الذي نشأ بين الطرفين على خلفية دعوة ليبيا إلى القمة الاقتصادية الأسبوع الماضي ها هو السجال قد تجدّد أمس بعد اتّهام النائب في كتلة «التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، المقربين من رئيس الجمهورية ميشال عون بالفساد داعيا الأخير لإطلاق الصرخة المدوية.

كلام الخليل الذي أوضح فيما بعد أنه كان يدعو لمحاسبة كل فاسد، استدعى موجة ردود من قبل نواب ووزراء في التيار الوطني الحر الذي يرأسه اليوم وزير الخارجية جبران باسيل بعدما كان يرأسه الرئيس عون، سائلين إياه عما قام به خلال 28 عاما أمضاها في مجلس النواب والحكومة. وكشف النائب في «التيار» سليم عون أنه نقل عن بري إلى الرئيس عون عبر قنوات معنية أن رئيس البرلمان وحركة «أمل» لا يتبنى ما قاله الخليل وهو يمثّل نفسه، مستغربا كما زميله في التكتل آلان عون توقيت كلام الخليل.

ووصف آلان عون العلاقة بين «أمل» و«التيار» بـ«الطلعات والنزلات»، في وقت أكد سليم عون أن الهدف ليس فتح سجال قائلا لـ«الشرق الأوسط» «نكتفي ونأمل أن يكون ما نقل إلينا صحيحا مع تأكيدنا أن ما قيل لن يمرّ مرور الكرام ونطالب كل من لديه إثبات ليقدمه»، موضحا «عندما يقول بأن المحيطين بالرئيس فاسدون يعني إما أن الأخير راض أو لا يعلم وفي الحالتين هناك افتراء في الكلام في ظل كل ما يقوم به رئيس الجمهورية». واعتبر عون أنه «بعدما قال رئيس الجمهورية بأنه سيسمي الأمور بأسمائها أتى موقف الخليل وكأن البعض يحاولون إبعاد الشبهات عن أنفسهم ويخشون إصرار الرئيس البدء بفتح هذا الملف». وكان عون كتب على «تويتر» قائلاً: «أنور الخليل صمت دهرا، ونطق كفرا. أنور الخليل نائب منذ تعيينه العام 1992 حتى يومنا هذا. أنور الخليل وزير من العام 1991 حتى هذا اليوم». وكان الخليل توجّه إلى الرئيس عون قائلاً: «نخاطبك بكل محبة واحترام إذ أنك حسب الدستور رمز وحدة الوطن وتقسم اليمين على احترام دستور الأمة اللبنانية وقوانينها، فهل وقفت مرة واحدة تحت هذا الواجب لتقول لأقرب المقربين إليك: كفى فسادا وإفسادا والتهاما لأموال هي حق للبلاد والعباد وليست لتكديسها في إثراء غير مشروع؟ متى سنسمع هذه الصرخة المدوية منك يا فخامة الرئيس توجهها له ولكل وزير ومسؤول فاسد؟».

وأتى الرد على الخليل من قبل نواب ووزراء في التيار، وسأله الوزير السابق والنائب إلياس بوصعب: «ماذا فعلت أنت منذ 28 سنة بالحكومة وبمجلس النواب لتحقيق ذلك ونطلب منك تزويدنا بخبرتك إن كنت فعالاً لنتعلم منك، أما إذا كنت تعايشت مع الفساد واكتفيت بإطلاق التصاريح، فهذا ما لا يجب أن نتعلمه». والسؤال نفسه وجهه كل من مجلس قضاء مرجعيون – حاصبيا في التيار الوطني الحر والنائب في «التيار» نقولا صحناوي الذي توجه إلى الخليل بالقول «لا تعمم علينا أجواء فساد الفريق السياسي الذي تعيش في ظلاله منذ ٢٨ عاماً والذي أوصلك إلى مجلس النواب».

وفي بيان توضيحي صادر عن مكتبه الإعلامي في وقت لاحق أمس، قال الخليل بعد سلسلة الردود عليه: «لم نفاجأ ببعض الردود من قبل عدد من النواب من كتلة «لبنان القوي»، ولم نفاجأ بأنهم ردوا بانفعال، دون أن يتحملوا عناء القراءة الدقيقة». وأكد أن الموقف الذي أطلقه من موقعه كنائب كان يقصد منه تحفيز رئيس الجمهورية لمساءلة كل مسؤول فاسد. وأضاف البيان الذي عدّد بعض ما قام به الخليل خلال وجوده في مجلسي الوزراء والنواب: «لم يراجع، السادة النواب ولو قليلا، بعض المحطات الإصلاحية التي وسمت تجربة النائب الخليل في الشأن العام وفي مختلف المسؤوليات الوطنية والدستورية التي تسلمها. لعل ذلك لعدم الرغبة بالقراءة ورؤية الخطوات الإصلاحية الجذرية والمساهمات الجدية التي بذلت».