IMLebanon

البابا والراعي ودريان وشيخ الأزهر في “لقاء أخوة” في أبو ظبي

تشهد العاصمة الاماراتية أبو ظبي، ما بين الثالث والخامس من شباط المقبل، زيارة تاريخية للبابا فرنسيس، تلبيةً لدعوة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمشاركة في حوار عالمي بين الأديان حول “الأخوة الإنسانية”، إلى جانب شيخ الأزهر أحمد الطيب.

ويستعد “درة الملاعب” استاد مدينة زايد الرياضية، ليحتضن أول قداس بابوي في المنطقة يحييه البابا في الخامس من الجاري، يشارك فيه زهاء 135 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم. ويكون بذلك أول بابا يزور الجزيرة العربية ويقيم أول قداس في مكان عام فيها، وتأتي هذه الزيارة تأكيدا للدور الحيوي الذي تلعبه دولة الإمارات عالميا في نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف والجنسيات، ودور الدولة في تعزيز أسس الأمن والاستقرار بين شعوب المنطقة والعالم.

وتكتسب الزيارة أهمية خاصة بالنسبة الى لبنان، من خلال مشاركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فيها، يرافقه المطران جوزف نفّاع ومدير المكتب الإعلامي في بكركي وليد غياض. ويلبي البطريرك دعوة مزدوجة للمشاركة في القداس الاحتفالي الذي سيرأسه البابا، وللمشاركة أيضا بدعوة من مجلس الحكماء المسلمين، في “لقاء الأخوة الانسانية” الذي يعقد في 4 الجاري، وستكون للراعي كلمة للمناسبة، تتمحور، كما أكد غياض لـ”المركزية”، “حول التقارب والحوار والتعايش بين الأديان انطلاقا من الخبرة اللبنانية”.

كذلك، يشارك في الزيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي يغادر لبنان السبت المقبل متوجها إلى الإمارات حيث يعقد سلسلة لقاءات على هامش “لقاء الأخوة الانسانية”.

وتحمل زيارة البابا الى أبو ظبي ثلاثة أبعاد، كما أوضح غياض: “البعد الأول رسمي كون البابا رئيس دولة، يلبي دعوة رئيس دولة أخرى، وهذه سابقة تاريخية، كرئيس دولة الفاتيكان لزيارة دولة خليجية. والبعد الثاني ديني، يدفع بالحوار الإسلامي – المسيحي إلى الأمام وإلى الانفتاح والتقارب، خصوصا في هذا الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من تشنجات وحروب عديدة باسم الدين. وتكشف هذه الزيارة الوجه الحقيقي للأديان، فمن المعروف أن الأديان السماوية هي أديان أخوة وتسامح ومحبة وسلام، ولا تدعو للحروب أو القتل، والدين براء من كل ما هو خارج عن ذلك، فكل الحركات الأصولية والإرهاب غير ناتج عن الدين، بل عن قلة الدين”.

أما البعد الثالث، يضيف غياض، “فهو روحي، مسيحي، كنسي، كون البابا رئيس الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، وفي هذا الإطار يتوجّه للمسيحيين في المنطقة ليشجّعهم ويذكّرهم برسالتهم في هذا الشرق والمنطقة، وبأنهم يحملون رسالة الملح في الطعام والخميرة في العجين، وأن يتمسكوا أكثر بالرسالة التي يحملونها وأن يعملوا على إيصالها مع أخوتهم المسلمين”.

من جهة أخرى، قرّرت وزارة الموارد البشرية والتوطين في دولة الإمارات أن يكون يوم الخامس من الجاري عطلة رسمية للعاملين في القطاع الخاص من الحاصلين على تصاريح للمشاركة في الفعاليات التي ستقام في استاد مدينة زايد الرياضية في أبو ظبي.