IMLebanon

المحقق مولر “يتفوّق” على الاستخبارات الروسية

كتب حسين عبدالحسين في صحيفة “الراي” الكويتية:

نجح روبرت مولر، المحقق الخاص في إمكانية تواطؤ الرئيس دونالد ترامب، أو أحد أفراد حملته، مع موسكو أثناء الانتخابات الرئاسية قبل عامين، في كشف حملة شنتها الاستخبارات الروسية من أجل تشويه سمعة التحقيق الخاص.

وقال مولر، في ادعاء قدمه أمام محكمة أميركية، إن روسيا سعت عبر محامين للحصول على الإثباتات التي استند إليها التحقيق الخاص في إدانة مواطنين روس بتهمة اختراق الحسابات الإلكترونية لعاملين في حملة المرشحة الديموقراطية السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون.

ويسمح القانون الأميركي للدفاع بالحصول على شواهد الادعاء، على شرط المحافظة على سرية هذه الشواهد.

لكن الطرف الروسي حصل على الملفات التي قدمها مولر للدفاع، وقام بالتظاهر وكأن مهكرين روس نجحوا في اختراق كومبيوترات التحقيق الخاص والحصول على ملفات سرية. وحاول الروس التواصل مع صحافيين أميركيين لإقناعهم باستخدام الملفات، التي تظهر أن شواهد مولر ضعيفة ولا تستند إلى الكثير.

على أن مولر، الذي سبق أن أدار مكتب التحقيقات الفيديرالي (اف بي آي) على مدى عشر سنوات، قدم ملفات غير حساسة، وحرص على إضافة إشارات إلكترونية سرية إليها. ولما قامت الاستخبارات الروسية بكشف الملفات إلى العلن، في أكتوبر الماضي، تمكن مولر من إثبات أن الملفات المكشوفة هي الطعم الذي أعطاه هو للدفاع. بناء عليه، طلب مولر من المحكمة الأميركية منع حصول أي دفاع روسي على اي ملفات في حال وجود المدعى عليهم خارج البلاد.

وبالتفافه هذا، أظهر مولر براعة استخباراتية عالية، ونجح في تأكيد أن روسيا تسعى، ولم تتوقف، إلى التدخل في الشؤون الداخلية الأميركية، بما في ذلك الانتخابات الماضية، والأرجح المستقبلية.

وتزامن الفشل الاستخباراتي الروسي، في تقويض مصداقية مولر وتحقيقه، مع حملات شنها ترامب ضد المحقق الأميركي، واصفاً التحقيق بـ«صيد ساحرات»، ومتهماً مولر بأنه من الديموقراطيين من أصحاب النيات المبيتة ضد الرئيس الأميركي.

لكن استطلاعات الرأي، التي تظهر انحدار تأييد ترامب إلى أدنى مستوياته ليصل قرابة 30 في المئة، تظهر أيضاً أن غالبية ساحقة من الأميركيين تعتقد أن مولر يتمتع بمصداقية عالية، وهو ما يعقّد مهمة ترامب في محاولة نسف التحقيق استباقياً، خشية من توصله لكشف فضائح تطول ترامب أو أحد أفراد عائلته.

وفي هذا السياق، كان فريق التحقيق قام باعتقال أحد أكثر المقربين إلى ترامب، المدعو روجر ستون، الذي كان تنبأ في تغريدة أن موقع «ويكيليكس» سيكشف أسراراً تتعلق بجون بودستا، رئيس حملة كلينتون الانتخابية في حينه. وقام بالفعل الموقع، الذي تعتبره وكالات الاستخبارات الأميركية موقعا عميلا لنظريتها الروسية، بنشر البريد الإلكتروني لبودستا. ومع توجيه الاتهامات إليه، رد ستون أن تغريدته النبوءة التي أوردها في تغريدته كانت مجرد مصادفة. لكن يبدو أن بحوزة مولر عدد كبير من الإثباتات، بما فيها اتصالات إلكترونية وهاتفية، تؤكد تورط كل من ستون ودونالد ترامب الابن في التواصل مع «ويكيليكس».

وما يزيد في تعزيز صورة ترامب كعميل روسي قيام الرئيس الأميركي بعقد لقاءات فردية، على مدى العامين الماضيين، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في غياب أي مسؤول أميركي، باستثناء المترجمة، التي أمرها ترامب بتسليمه الملاحظات التي دونتها فور انتهاء اللقاء، وطلب منها عدم الإفصاح عما سمعته، حتى لأرفع المسؤولين في إدارته.