IMLebanon

خليفة عن “سيدر”: كيف نسدّد الـ11 مليارًا إذا لم نخرّج علماء اقتصاد؟

تُعد الجامعة اللبنانية أهم صرح وطني وتربوي، لكنها اليوم مهددة بالانهيار جراء التدخلات السياسية والمحاصصة والمحسوبيات، مما أدى الى تراجع مستواها الاكاديمي. من هنا، بدأت تعلو أصوات استغاثة لإنقاذها قبل فوات الأوان، وأهمها الصرخة التي أطلقها “مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك” في لبنان في بيانهم الأخير عندما طالبوا باستكمال المجمعات الجامعية وإنشاء جامعات مستقلة قانونيا وأكاديميا وإداريا”. ما الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها لإنقاذ الجامعة اللبنانية من الانهيار؟

الرئيس السابق لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عصام خليفة أكد، لـ”المركزية”، أن “الجامعة اللبنانية تعاني من مشكلة اساسية، بدأت بتعيين رئيس تدور إشكالية حول ملفه الاكاديمي ودعوى مقامة ضده من الدكتور عماد محمد الحسيني، ومن ثم حصلت تدخلات سياسية أدت إلى إيقاف الدعوى من دون الكشف عن الحقيقة”، لافتا إلى أن ما يهمه هو “الجامعة ككل وليس فقط المسيحيين، إضافة الى مستوى الجامعة وجودة التعليم والقانون وبناء المواطنية والتوازن الوطني”.

وتساءل خليفة: “هل يهتم المسؤولون بتقدم الجامعة؟ هذه الجامعة التي كانت تضم 60 في المئة من طلاب التعليم العالي في لبنان اصبحت تضم 34 في المئة فقط، ما يعني انها تنحدر لمصلحة الجامعات الخاصة، والتي يفوق عددها الخمسين، ولا رقابة عليها. والطريف ان معظم هذه الجامعات تخرج حملة الدكتوراه”.

وأضاف: “حتى في الجامعة اللبنانية تراجع مستوى الدكتوراه، أولا لأن المرسوم 74 الذي نظمها، وكنت رافضا له منذ إصداره، لم يعتمد على قاعدة بحثية لإنجاز الدكتوراه، إضافة الى السهولة في التذييل في الدكتوراه، وهناك 227 متخرجا في الدكتوراه في معهد العلوم الانسانية والآداب”.

وعن الحل للنهوض بالجامعة، قال خليفة: “الحل أن تضع الدولة خطة لتعزيز الجامعة، اولا من خلال عودة القانون اليها، والابتعاد عن المحسوبيات، وإنشاء شبكة جامعات، وهناك قرار في مجلس الوزراء منذ 5/5/2008 لإنشاء مجمعات في المناطق اللبنانية كافة. لماذا لا ينفذ هذا القانون؟ ومؤتمر “سيدر” و”موديز” هل لحظت ضمن بنودها الجامعة اللبنانية؟ كيف سيسدد لبنان الـ11 مليارا اذا لم تؤسس الدولة جامعة تخرج علماء وباحثين ينتجون في الاقتصاد والمجتمع”؟

وأردف: “يجب تهيئة الاساتذة للتعليم في الجامعة”، متسائلا: “اين المكتبات ومراكز الابحاث في الجامعة والمختبرات؟ ما هو حجم الأموال التي رصدتها الدولة لتأهيل الجامعة ولطبع الكتب؟ تخلوا عن الكتب لمصلحة التكنولوجيا، لكن هل تخلت اوروبا عن الكتاب؟ منذ 1992 اوقفوا تعيين إداريين. لماذا لا يقومون بتدريب إداريين ويرسلونهم الى اهم الجامعات الادارية كي يتخصصوا ومن ثم يصار الى تعيينهم في الجامعة اللبنانية؟ كما يجب إبعاد التدخلات السياسية عن التعيينات. نطالب باستقلالية الجامعة وبرفع يد الوصاية عنها من قبل الاحزاب والقوى السياسية كافة. انما اتباع القيم والمعايير الاكاديمية. نترحّم على ادمون نعيم وحسن مشرفية وكبار الاكاديميين الذين أسسوا الجامعة”.

كيف كانت الجامعة ناجحة سابقا؟، أجاب خليفة: “بفضل اللجنة القانونية وتفعيل المؤسسات، وكانت أي معاملة ناقصة او تعيين موظف او استاذ تخضع لشروط ومعايير ورفض التدخلات. فهل من المعقول ان يقوم مدير الكلية في زحلة بمنع الاستاذة من المغادرة كي تنتخب؟ اين الحريات الاكاديمية؟”

ورأى ان “الحل يكمن بإنشاء جامعات متعددة تخرج مواطنين وعلماء منفتحين وليس معازل طائفية، نحن لسنا مع جامعة اسلامية واخرى مسيحية، نحن مع تعدد جامعات تؤمن الترقي الاجتماعي. وايضا باعتماد اللامركزية وبقيام جامعات مستقلة قانونيا وأكاديميا، كي تستوعب الاعداد الكبيرة من الطلاب، لدينا 222 الف طالب جامعي، كيف سنستوعب هذا العدد الكبير؟ مجمع الحدث يمكنه ان يستوعب 27 الفا فقط، وهذا الامر يدفع بالطلاب للتوجّه الى الجامعات الخاصة”.

وختم: “على الدولة ان تتحمل الاعباء المادية، بغية الوصول الى الانماء الفعلي للجامعة وللطلاب وللمجتمع”.