IMLebanon

أزمة في غزة بعد تشدد “حماس” مع منظمات المجتمع المدني (ممدوح خالد)

أشعل انسحاب المنظمات الأميركية من غزة بالإضافة إلى انسحاب أكثر من منظمة غير حكومية من العمل في القطاع أزمة التعاطي الفلسطيني مع منظمات المجتمع المدني الغربية، وهو التعاطي الذي بات حساسا ومهما للغاية خصوصاً إن وضعنا في الاعتبار أن الكثير من الفلسطينيين ينظرون إلى هذه المنظمات الان وفي ظل الأوضاع في غزة باعتبارها تمثل أملاً باقياً لديهم، خصوصًا في ظل الأزمات التي يعيشها قطاع غزة وتصاعد الخلافات مع السلطة الفلسطينية بصورة اثرت سلبيا على المواطن الفلسطيني بالأساس.

وعلم موقع IMLebanon أن مصر ابلغت المسؤولين في حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” اثناء تواجدهما في القاهرة الان بضرورة فتح صفحة جديدة ومعاملة مسؤولي هذه المنظمات بصورة أكثر إنسانية، ما بات أمرا مهما الان خصوصًا بعد تزايد الاحتياجات الإنسانية للمساعدات في قطاع غزة بسبب الأزمة المالية المتنامية.

وتصاعدت أهمية هذه القضية مع الدور الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني الدولية في غزة، والذي تعاظم الان بالطبع عقب الانسحاب الاقتصادي الأميركي من القطاع ووقف كافة أشكال الدعم المالي الذي تقدمه الولايات المتحدة أو حتى الامم المتحدة التي تعتبر الولايات المتحدة الداعم الابرز لها، إلى هذه المنظمات في غزة.

ونصحت القاهرة مسئولي “حماس” بإيجاد طريقة أفضل للتعامل مع النشطاء الدوليين، وأعربت عن قلقها إزاء سوء معاملة حماس ضد هؤلاء النشطاء، والأهم من ذلك، مضايقة بعض مسؤولي “حماس” لمنظمات الإغاثة الإنسانية العاملة في قطاع غزة في الحقول المختلفة والمئات من المتطوعين الأوروبيين الذين يعملون في هذه المنظمات.

وقال مصدر رسمي لموقعنا إن “غزة بحاجة إلى مساعدات إنسانية”، مشيرا إلى أهمية وجود هذه المنظمات بالتحديد بعد تضييق الاحتلال، ما جعل القاهرة تثير هذه القضية خلال المحادثات مع “حماس” و”الجهاد”.

وتتوجس القاهرة في المقابل من دور الكثير من هذه المنظمات، خصوصًا وأن بعض المسؤولين سواء بالقاهرة أو حتى بالسلطة يتوجسون من العلاقات المستقبلية التي يمكن أن تربط حركة “حماس” بها، نظرا لأن عدداً من هذه المنظمات تتوجس منه السلطة، الأمر الذي أشعر القاهرة بأهمية هذا الملف.

وعلم IMLebanon حركة “حماس” تحديدا تفرض شروطا صعبة على عمل الأجانب الموجودين في قطاع غزة، وهي الصعوبات التي دفعت بالكثير من النشطاء إلى الانسحاب.

وكشف مصدر فلسطيني مسؤول أن قوات الأمن في القطاع كانت تتعامل في كثير من الأحيان بحدة لافتة مع الكثير من النشطاء ممن حضروا إلى غزة للعمل في إطار منظمات المجتمع المدني، وتعرض عدد من هؤلاء إلى الاعتقالات والاستجوابات والتأخير في حواجز الطرق، فضلا عن التمادي في فحص الأمتعة ومراقبتهم طوال فترة تواجدهم في القطاع.

وأشار المصدر إلى إن هذا السلوك يثير مخاوف النشطاء الغربيين بل ويحكم على الدافع والرغبة في الاستمرار في الوصول إلى قطاع غزة من أجل مساعدة ودعم السكان المحتاجين، مستشهدًا بقيام عدد من عناصر حركة حماس بمطاردة ثلاثة من النشطاء الإيطاليين.

وكشف معلومات لموقفنا عن أن بعض الأطراف الإقليمية والدولية كان على علم بالأزمة التي أشتعلت أخيرا في غزة، عندما احتجزت حركة “حماس” 3 لإيطاليين في أحد المقار الأممية عقب الاشتباه بعلاقتهم في حادث “إطلاق نار”. وقالت الداخلية إن الأزمة انتهت عقب تأكد الأجهزة الأمنية من سلامة إجراءات دخولهم إلى غزة، والتأكد من هوياتهم إذ تبيّن أنهم يعملون في السفارة الإيطالية.

وأشارت مصادر مسؤولة في حركة “حماس” إلى أن عناصر الحركة اشتبهت في هؤلاء الإيطاليين حيث كانوا يستقلون سيارة صودف وجودها في منطقة وقع فيها إطلاق نار وسط قطاع غزة صباح الاثنين 14 كانون الثني الماضي، غير أن مصادر أخرى كشفت أن ما حدث محاولة اعتداء من قوات “حماس” على هؤلاء النشطاء بسبب عدم تنسيقهم مع الحركة للدخول إلى غزة.

وحاولت “حماس” التقليل من خطورة هذه الحادثة، حيث أعلنت مصادرها الإعلامية إن ما تداولته وسائل الإعلام خلال الساعات الماضية حول الحادث، حمل الكثير من التهويل، وتضمن معلوماتٍ لا أساس لها من الصحة، ما نفاه النشطاء الأجانب، مشيرين إلى مبادرة حركة “حماس” بإطلاق النار عليهم للاشتباه.

وتتواصل حدة هذه الأزمة مع التصريحات التي تعلنها السلطة الفلسطينية والتي تؤكد إن حركة “حماس” سوف تتسبب في تدهور الأزمة الإنسانية في غزة بسبب معاملتها للعمال الأجانب والمتطوعين في هذه المنظمات.