IMLebanon

المطران مطر: الاصلاح لا يتم الا بتضامن وطني شامل

أكد رئيس اساقفة بيروت المطران بولس مطر ان “المطلوبُ هو خدمةُ النَّاس فهم أسيادنا ونحن لسنا أسيادهم على الإطلاق. والمُنتظَرُ هو إطلاقُ دفعةٍ من هواءٍ نقيٍّ في الأرجاءِ يَقوِّي النَّزَاهةَ الضَّروريَّة لإنهاضِ البلادِ من كَبْوَتِهَا وَلِعَودتِهَا إلى الحياةِ الكفيلة بالعدالة لجميع الناس”.

وقال مطر في قداس عيد مار مارون في الجميزة، في حضور رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة سعد الحريري: “لهذا يُطالب الشَّعبُ مَسؤُولِيهِ بأن يكونوا في هذه المرحلة يدًا واحدةً وقلبًا واحدًا من أجلِ لُبنانَ. فالإصلاحُ لا يَتمُّ إِلاَّ بتضامنٍ وطنيٍّ شاملٍ، لا لِبْسَ فيه ولا تردُّد. وأنتم يا فخامة الرئيس ومعكم القادة الخُلَّص النبلاء، قد تجنَّدتم لهذه المهمَّةِ المُنقِذَة لِلُبنانَ. فَلُبنانُ يَحرزُ وَلُبنانُ يَستحقُّ أن تتعبوا من أجله وسوف تكتب أسماؤكم في كتاب تاريخه المجيد بأحرف من نور”.

واضاف: “خلاصُ لُبنانَ يمرُّ لا يكونُ إذن إلاَّ بالحفاظ على هوِّيَّته وعلى الثَّوابت الَّتي رَسَمَتْ عَبرَ التَّاريخ ملامحَ وجُودِهِ. لكنَّ الأمر لا يعني أنَّ لُبنانَ غيرُ قابلٍ لِلتَّطوُّر. فالتَّطوُّر هو سنَّةُ الحياة وهو يأتي بالتَّجديد من ضمن التَّقليد ليبقى الكيان هُو هُو، فردًا كانَ أو جماعةً. ولقد سبق ونظرنا في دستورنا الَّذي كان متقدِّمًا بالنسبة إلى دُوَل المُحيط، وبعضها يُفتِّشُ إلى اليوم عن دساتير لها جديدةٍ تكون أكثر ملاءمة للزَّمن الحاضر. وفي كلِّ حالٍ فالدُّستورُ يَرسمُ في نصِّه بالذات آليَّة تطوِيرِهِ ومن ضمن الحرص على صَوْنِ المبادئ الَّتي ارتضاها اللبنانيون. وقد أَدخَلُوا فيهِ قاعدةً جديدةً بصياغتها وقديمةً بمعناها، وهي القائلة بأنَّ “لا شرعيَّةَ لِمَا يُناقِضُ العيشَ المشتركَ في هذه البلاد”، قد يكون الوقت الرَّاهن غيرَ مُؤاتٍ لطرح مثل هذه الأمور، إلى أن يسودَ البلاد جَوٌّ من الحياة الطبيعيَّة، فنكرِّس جهدنا قبل ذلك لإنقاذ الجسمِ الوطنيِّ من أزماته الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة الَّتي تشدُّ عليه الخناق. ومن ثمَّ نعود إلى التطوير الضَّروريِّ عندما تقوى صحَّةُ البلادِ، وتصبح قادرة على الاحتمال”.

وتابع المطران مطر: “ومن أجل إنقاذِ لُبنانَ وتجنُّبِ العودة بأوضاعه إلى الوراءن بجب اختيارِ مَن هم الأصلحُ لِتَولِّي المسؤوليَّاتِ، والسَّعيُ لِبَثِّ رُوحِ التَّضحية من أجل الشَّعبِ ولا سيَّما في طبقاته المعسورة. لقد أكَّدتُم يا فخامةَ الرئيس أنَّكُم لن تَتَهَاوَنُوا في هذا الموضوع. ونحن نسألُ اللهَ لكُم ولجميع المسؤولين معكم كلَّ التَّوفيق في هذا العمل الإنقاذيِّ الكبير. وإنَّنا نطلب شفاعة الأولياء من أجل هذا التَّوفيق، سَاعِينَ لأن نتَّخذَ من حياتهم قوَّةً ومثلاً لخدمتنا ولِلرِّسالةِ المَوكُولَةِ إلى كلٍّ منَّا”.