IMLebanon

رسالة من ريفي لظريف: زيارتك تحدّ مرفوض!

وجَّه اللواء أشرف ريفي رسالة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي يزور لبنان جاء فيها: “إلى من يزورنا باسمِ تصدير الثورة الإيرانية الوزير محمد جواد ظريف: تحية لبنانية نوجهها على الرغم من كل ما سبَّبت سياسة إيران للبنان وللكثُر من الدول العربية من ضررٍ فادح وفوضى عنف ولا استقرار، ونتوجه إليك بوصفكَ أحد مهندسي الخطاب الإيراني الديبلوماسي الذي يجهد من دون نتيجة في تجميل مشروع السيطرة الذي يختزن حلم بناء دورٍ إقليمي لإيران على أنقاض دول عاثت فيها دولتكم خراباً وأسست فيها الميليشيات المسلحة، وجعلت من حاضرها جحيماً ومن مستقبلها سراباً، تحت غطاء ما يسمى بمشروع المقاومة والممانعة.

بوصولك الى بيروت التي فاخَر أحد مسؤولي إيران بأنها أصبحت تحت سيطرتكم من ضمن أربع عواصم عربية، نصارحكَ وأنت لا شكَّ تعرف، بأن نظرة جزءٍ كبير من اللبنانيين لإيران هي نظرة المتوجس الدائم من سلوكها المدمِّر للبنان ولدولته ومؤسساته، ومن استهانتها بوجوده ككيانٍ وكدولةٍ مستقلة، فأنتم تتوجهون في خطابكم الى الشعوب وتتجاهلون أنه يُفترض بكم التعاطي مع الدول وفق الأصول، ربما يعود ذلك الى أنكم تتعاطون معنا كثورة معدّة للتصدير، وتحاولون في الوقت نفسه إيهام العالم بأنكم دولة ملتزمة بالقانون الدولة، ألم يَحن الوقت لتعود إيران الى السلوك الطبيعي، فتقتنع بأن طريقها الى المنطقة لا تمر بالمطامع والهيمنة وأن استثمارها في الفوضى والعنف عبثيٌ لا محالة، وهو يرتد سلباً على الشعب الإيراني أولاً وعلى دول المنطقة، ويضع ايران في خانة الدول المارقة والمعزولة وهو ما يحصل فعلاً.

تأتي يا معالي الوزير الى بيروت على وقع كلامٍ قاله السيد حسن نصرالله أقحمَ فيه لبنان رغماً عنه في صراعكم مع العالم العربي والمجتمع الدولي، فكشف أن تسليحكم وتمويلكم للميليشيات المسلحة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، ما هو إلا لاستعمالها في مشروعكم على حساب هذه الدول ومصالحها واللافت أن من يُبدون الاستعداد لتوريط بلدانهم في صراعاتكم من أجل النفوذ الإقليمي، صمتوا عن صمتكم حين عرَّضوا انفسهم وبلدانهم لتكبد أعباء حروب كان يمكن تفاديها، فلقد امتنعتم يا معالي الوزير في حرب العام 2006 التي تعرَّض لها لبنان، عن تجريب صاروخٍ واحد بوجه إسرائيل، من مئات التجارب الصاروخية التي تقومون بها، وكذلك فعل النظام السوري، الذي لم يطلق على الجولان المحتل رصاصة واحدة. لقد وقفتم متفرجين واكتفيتم بالصواريخ الخطابية فيما كانت إسرائيل تدمر لبنان، أما اليوم فيتبرع من عرَّض لبنان للدمار فيما كنتم في صفوف المشاهدين، بأن يضع لبنان في مغامرةٍ أخرى خدمةً لمشروعكم المدمر، كأنه لم يَكفِ لبنان ما دفع من أثمانٍ في إنسانه واقتصاده وصورته أمام العالم.

كلمة وحيدة يا معالي الوزير: إن لبنان بلدٌ مرَّت عليه احتلالات ووصايات كثيرة، ودُفنت من ساحله الى جباله. إن صيغته التعددية هي مكمنُ ضعفه وقوته في آن، وإنسانه يلفظ الوصاية خصوصاً منها التي تمارَس باستكبار، فلا يعتقد النظام في إيران أن ابتلاع لبنان ممكن، ويمكنك العودة الى التاريخ لتعرف أن ما من وصيٍّ أو محتل إلا وخرج من هذه الأرض يلملمُ أحلامه المنكسرة.

إن زيارتك للبنان للمزيد من توريطه وتشويه ما تبقى من صورة دولته نعتبرها تحدياً مرفوضاً، فإذا كنتم تتوهمون أن وصايتكم ثبتت أقدامها، فهذا سيكون خطأ جسيماً، فالاحتلال لا يصبح احتلالاً الا عندما يهزم إرادة الشعوب، وهذا أبعدُ ما يكون لبنان واللبنانيين”.