IMLebanon

بالوثائق الرسمية: “الطفيل لبنانية 100%”

أعاد تغلغل الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري في بلدة الطفيل الحدودية لفترة تزيد عن أسبوع، قبل أن تعود وتنسحب بفضل الضغوط الاعلامية، الجدل حول لبنانية البلدة التي شهدت في عام 2014 عمليات عسكرية دخل بموجبها عناصر من “حزب الله” وتمركزوا فيها، قبل أن ينسحبوا منذ حوالي الـ7 أشهر.

ففي وقت لم يعلّق النظام السوري على دخول قواته، برز تصريح لافت لـ”حزب الله”، الذي يرفع شعار تحرير كل شبر من الاراضي اللبنانية من الاحتلال، تؤكد فيه مصادره، عبر “المركزية”، أن “الطفيل بلدة سورية وتقع ضمن الحدود السورية”.

صحيح أن سهولة المواصلات مؤمنة لأبناء البلدة إلى العمق السوري أكثر من العمق اللبناني نتيجة تقاعس الدولة عن تعبيد الطريق الوحيد الذي يصل الاهالي بوطنهم، كما أن سوريا تشكّل البوابة الاقتصادية الوحيدة للسكان، ولكن كلام الحزب يتعارض مع الواقع الجغرافي للبلدة، التي تقع ضمن قضاء بعلبك في محافظة بعلبك الهرمل، بحسب ما يؤكد الباحث في “الدولية للمعلومات” محمد شمس الدين، الذي قال عبر “المركزية”، إن “الوثائق الرسمية العقارية والادارية تؤكد أن الطفيل لبنانية مئة بالمئة”، مضيفا أن “ارتباطها خدماتيا من حيث الكهرباء والهاتف بالدولة السورية (لقربها منها) بالاتفاق مع الدولة اللبنانية لا يعني أنها أصبحت سورية”.

وأشار الى أن “مساحتها تبلغ 3350 هكتارا وتبعد عن بيروت 110 كلم، و90% من سكانها من السنة (سوريين ولبنانيين)، إضافةً إلى عائلة كاثوليكية صغيرة”.

ولفت الى أن “لا بلدية فيها، ويقوم مختار (علي الشوم) بتسيير شؤونها الادارية، وفي الانتخابات الماضية لم يكن هناك مركز اقتراع داخل البلدة بل في بلدة معربون، ووصل عدد الناخبين الى 660 شخصا”.

من جهته، أكد مصدر من داخل البلدة، لـ”المركزية”، أن “الطفيل لبنانية، وقسم كبير من السكان لبنانيون ويحملون هويات لبنانية، ويتحدرون من عائلات دقو، آغا، شاهين، الشوم”. وإذ استغرب “كلام الحزب عن سورية البلدة”، قال إن “مساحة الطفيل تبلغ 52 كلم وهي أكبر من مزارع شبعا (25 كلم) التي ترفع المقاومة شعار تحريرها”، لافتا الى أن “عندما دخل الحزب الى القرية، دمرها بالكامل وهجّر أهلها، كما أنه مارس ضغوطا على الناخبين خلال الانتخابات النيابية الاخيرة”.

وأضاف: “منذ 7 أشهر عدنا الى البلدة بعد 4 سنوات من التهجير، لنجدها مدمرة بالكامل، ومنذ حوالي أسبوع تفاجأنا بدخول الجيش السوري 2 كلم في العمق اللبناني، ليعود ويتراجع بفعل الضغوط الاعلامية التي حصلت”.

وعن الاسباب التي قد تدفع الحزب الى التبديد بأرض لبنانية، قال: “الطفيل بلدة سنية، وهي بأغلبيتها متعاطفة مع المعارضة السورية ضد النظام السوري، أما الجزء الذي يبدي ولاءه للنظام والحزب، فدوافعه اقتصادية لحماية مصالحه التجارية في الداخل السوري”.

ولفت الى أن “سكان البلدة يعيشون عزلة حقيقية، ولا آذان صاغية في الدولة اللبنانية لانتشالهم من معاناتهم”، مشيرا الى أن “خلال المنخفض الجوي الاخير الذي ضرب لبنان، وصل ارتفاع الثلوج الى 3 أمتار وأقفل الطريق الوحيد (غير معبّد) الذي يربطنا ببلدنا، ونتيجة تقاعس الدولة عن أداء أدنى واجباتها تجاهنا، تأخرت جرافات الاشغال 20 يوما، وطيلة هذه المدة بقينا معزولين في الجرود”.

وطالب بـ”تمركز الجيش اللبناني داخل البلدة”، مشيرا الى أن “أقرب نقطة للجيش اللبناني تبعد 7 كلم عن البلدة، أما الجيش السوري فيتمركز على بعد 2 كلم فقط، الامر الذي يشعرنا بالقلق الدائم من أي توغل أو احتلال”، مشددا على “حقنا كمواطنين لبنانيين نعيش على أرض لبنانية أن نطالب بحماية جيشنا وفرض سلطة الدولة اللبنانية على البلدة”.