IMLebanon

أين أصبحت العلاقة بين الحريري وجنبلاط؟

بين رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط فتور واضح، لم تبدده المساعي الحثيثة لتقريب المسافات وتوضيح الخلافات، حيث أكد مصدر اشتراكي “وجود بعض النقاط التي ما زالت عالقة بينهما”. والقصة بدأت مع الانتخابات النيابية وصولا الى تنازل جنبلاط عن الوزير الدرزي الثالث، وانفجرت مع ولادة الحكومة، حين اعتبر جنبلاط ان ثمة صفقة تمت في باريس، من دون علمه، بين الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، وبأن رئيس الحكومة تنازل عن صلاحياته وفرّط بالطائف.

ولترطيب الأجواء، قام لاحقا وزيرا الصناعة وائل ابو فاعور والتربية أكرم شهيب بزيارة لكل من رئيس الجمهورية والحكومة لمعالجة الخلاف، وأكدا بعدهما أن “العلاقة مع الحريري عادت الى ما كانت عليه وأثبت”، لكن القلوب لم تصفُ نهائيا بين الحريري وجنبلاط.

وحاول بعدها مستشار الديوان الملكي نزار العلولا رأب الصدع الذي أصاب العلاقة بين القوتين السياديتين. وبحسب مصادر “المركزية”، تمنّى العلولا على جنبلاط شدّ أواصر العلاقة مع الحريري وجعجع وحضه على إبقاء الخلافات، إن وجدت، داخل الغرف المغلقة حيث تعالج عبر قنوات الاتصال وليس عبر الاعلام.

ولكن يبدو ان مساعي العلولا أيضا لم تصل الى خواتيمها السعيدة، وقد تجلى ذلك واضحا من خلال غياب جنبلاط عن احتفال 14 شباط، ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري. واليوم الاتصالات مستمرة لجمعهما، فهل تنجح؟

عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب بلال عبدالله أكد، لـ”المركزية”، أن “ما تم الاتفاق عليه في باريس، إبان تشكيل الحكومة، من دون التشاور مع وليد جنبلاط ومن دون إعلامه في ما بعد، ترك استياء لديه من الحريري. واليوم، وبعد تشكيل الحكومة، يعمل الفريقان على تنقية الاجواء وإعادة الامور الى نصابها”.

وعن امكان حصول لقاء بين الحريري وجنبلاط، قال: “اللقاء حصل في احتفال السفارة السعودية، وموضوع اللقاء ليس الاساس، بل ان الفريقين يعملان لتنقية الاجواء وتخطي المرحلة السابقة”.

من جهة أخرى، تلقى جنبلاط دعوة من أمين عام جامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط لزيارة مصر، وأوضح عبدالله أن جنبلاط سيلبي الدعوة، انما لم يحدد موعدها بعد، لافتا الى أنها “زيارة استطلاعية تشاورية. فعلاقتنا مميزة مع مصر، ونشهد أن في هذه الفترة تمكنت مصر من تخطي الكثير من الصعاب والمشاكل الداخلية ومعالجتها، خاصة الاقتصادية منها، وليس من الخطأ الاستعانة بخبراتها، وأعتقد ان أحد اهتمامات جنبلاط هي كيف تمكنت مصر من معالجة مشكلة الكهرباء وأصبحت جاهزة في هذه الفترة القياسية”.

أما عن حادثة إطلاق النار في مدينة الشويفات التي أدت إلى إصابة شقيق علاء أبي فرج، فأجاب: “هناك فريق يتماهى في الخروج عن العدالة والقضاء والدولة، لم يسلّم القاتل، ليس هذا فقط، انما يستكمل مشواره بالاعتداءات على حرية الناس. اذا كان المطلوب فتنة داخلية، أتصور اننا لن نكون طرفا فيها ونتعاطى مع الموضوع بكل وعي حفاظا على المجتمع والبيئة التي تحتضنها الشويفات بكل تنوعها، لكن المطلوب من الدولة بكل أجهزتها ان تقوم بواجباتها وأن تتدخل، إذ لا يمكنها ان تتلكأ من الآن فصاعدا”.

وختم: “وليد جنبلاط والحزب الاشتراكي يبذلان جهدا استثنائيا لتهدئة الناس وعدم القيام بردات فعل، لذا يجب ان تقابله جدية وحزم من قبل اجهزة الدولة، خاصة أن المعتدي معروف والطريقة معروفة والقاتل معروف. الذي حاضر بالدولة وبحرصه على بيئته لا يتصرف على هذا النحو ويغطي تجاوزات كهذه”.