IMLebanon

النظام السوري يعدّ العدّة لشن هجوم على إدلب لاستعادتها

تتعرّض إدلب منذ ايام لقصف مدفعي وصاروخي عنيف من قبل قوات النظام السوري، استهدف مدن خان شيخون ومعرة النعمان جنوبا وبلدات اللطامنة وكفر زيتا شمال حماة. ووفق آخر إحصائية صدرت عن منظمة الخوذ البيضاء، فإن أكثر من 25 شخصا قتلوا وأصيب العشرات بجروح منذ بدء حملة القصف في الثامن من شباط الجاري، وتسبب القصف كذلك بحركة نزوح كبيرة للعوائل باتجاه المخيمات قرب الشريط الحدودي مع تركيا.

وفي وقت أعلنت المعارضة السورية المسلحة أنها استهدفت، بالصواريخ والمدافع، مواقع وثكنات عسكرية تابعة لقوات النظام السوري في ريف حماة، كنوع من الرد على خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه موسكو وأنقرة، قال مصدر عسكري في جيش العزة – أحد مكونات “الجيش السوري الحر” – إن “حملة القصف خطوة في طريق قوات النظام السوري وحلفائها إطلاق عملية عسكرية بهدف إحراز تقدم جنوب إدلب”، مشيرا إلى أن “جميع فصائل المعارضة المسلحة رفعت جاهزيتها لصد الهجوم المحتمل”.

وبحسب ما تقول مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية”، فإن هذه العمليات النظامية إنما تمهّد لهجوم عسكري تتطلّع دمشق إلى شنّه ضد هذه المنطقة الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية عموما و”هيئة تحرير الشام” (جبهة “النصرة” سابقا) في شكل خاص لاستعادتها.

لكن حتى الساعة، لم يتمكّن رئيس النظام السوري بشار الأسد من انتزاع ضوء أخضر روسي لإطلاق العملية التي يريد. فاتفاقية “خفض التصعيد” في إدلب، التي أُقرّت في ختام القمة الروسية – التركية في 17 أيلول الماضي بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان، لا تزال هي الأقوى في الميزان الروسي، حيث يصرّ الكرملين – رغم عدم قدرة تركيا على تنفيذ ما تعهّدت به لناحية إخراج المسلحين من إدلب، حتى اليوم – على عدم إعلان سقوط التفاهم، وبوتين لا يزال يرفض أي حسم عسكري، خاصةً من قِبل النظام السوري، خوفا من ارتداده سلبا على الاوضاع الأمنية والإنسانية، في تركيا الواقعة على حدود إدلب الشمالية.

إلا أن المصادر تشير إلى أن هذا التوجه قد يصبح مقبولا لدى روسيا في حال توصّلت إلى اتفاق حول طبيعة العملية من جهة، وحول الجهة التي ستتولى إدارة الوضع في الشمال السوري، من جهة أخرى، مع تركيا. فموسكو تترك الباب مواربا أمام احتمال شن هجوم على إدلب، إذ جدد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف التشديد على “ضرورة القضاء على الإرهابيين في إدلب وفي كل المناطق السورية”. وفي كلمة له خلال “منتدى فالداي” حول الشرق الأوسط في موسكو، قال بوغدانوف إن “هناك بعض المناطق في محيط إدلب لا يزال يتعرض لهجمات من الإرهابيين، ولا بد من تحرير كل هذه المناطق، ونحن مستعدون للتعاون مع جميع الدول الإقليمية والولايات المتحدة في سبيل القضاء على الإرهابيين بشكل تام، وهذا سيساعد على إنهاء وجود الإرهاب في سوريا”. علما أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان قال قبل أيام إن “لا يمكن الصبر إلى ما لا نهاية على وجود الإرهابيين في إدلب”، لافتا إلى أن “تحديد كيفية تحرير إدلب منهم مسؤولية العسكريين”.

وتعتبر المصادر أن إدلب تمر في أيام مفصلية. فبعد إعلان “قوات سوريا الديمقراطية” تطهيرها شرق الفرات من “داعش”، سيحتل حسم الوضع في المحافظة الشمالية الأولوية الدولية. فهل يفرض النظام ما يريد؟ أم تذهب لإدارة تركية تراعي شروط الولايات المتحدة وروسيا؟