IMLebanon

الأسد في طهران رسالة إلى الحلفاء قبل الخصوم!

خلال زيارة هي الأولى إلى إيران منذ اندلاع الثورة في سوريا قبل نحو ثماني سنوات، التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد، الاثنين في طهران، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي والرئيس حسن روحاني. وفي وقت أوردت الرئاسة السورية أن الأسد “شكر الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قيادةً وشعبًا، على كل ما قدمته لسوريا خلال الحرب”، قال خامنئي لضيفه إن “رمز انتصار سوريا وهزيمة أميركا ومرتزقتها هو تحمّل رئيسها وشعبها، وإصرارهم على المقاومة”، مشيرًا إلى أن “دعم الجمهورية الإسلامية للحكومة والشعب السوريين هو دعم لحركة وتيار المقاومة وهي تفتخر بذلك”.

وفي وقت عبّر الرئيسان السوري والإيراني عن ارتياحهما للمستوى الاستراتيجي الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين على مختلف الصعد، أكد روحاني أن “وقوف الشعب الإيراني إلى جانب سوريا كان انطلاقًا من موقف مبدئي بدعم الشرعية التي تقاوم الإرهاب”، وقال إن “انتصار سوريا هو انتصار لإيران وللأمة الإسلامية بأكملها”، مشيرًا إلى أن “طهران ستستمر بتقديم ما يمكنها للشعب السوري لاستكمال القضاء على الإرهاب والبدء بإعادة الإعمار”.

وبحسب ما تقول مصادر ديبلوماسية، لـ”المركزية”، فإن لزيارة الأسد إيران هدفين أساسيين. الأول، شكر طهران على مساعدة النظام السوري في الصمود في وجه الانتفاضة التي قامت ضده عام 2011، حيث شكّلت إيران منذ ذلك التاريخ الداعم الإقليمي الرئيسي لدمشق، وقد ساهم تدخّلها مع الفصائل التابعة لها، وأبرزها “حزب الله”، في النزاع السوري، في ترجيح موازين القوى لمصلحة النظام على جبهات عدة. وهنا، أراد الاسد الطلب من ايران إكمال “جميلها” في المرحلة المقبلة، هذه المرة عبر المشاركة بقوة في ورشة اعادة اعمار سوريا عبر تكثيف استثماراتها ومشاريعها في الورشة المنتظرة (انطلاقا من اتفاق التعاون الاقتصادي “الطويل الأمد”، الذي وقع بين البلدين منذ اسابيع في دمشق وشمل قطاعات عدة أبرزها النفط والطاقة الكهربائية والزراعة والقطاع المصرفي)، خاصةً ألّا حماسة غربية اميركية – اوروبية للبدء بإعادة الاعمار قبل ابرام تسوية سياسية عادلة للحرب السورية.

أما الهدف الثاني، فطابعه مذهبي – ديني. والحال ان لقاء الاسد – خامنئي يأتي على وقع ارتفاع التوتر بين العلويين والشيعة في سوريا والذي بدأ يتّخذ اشكالا فاقعة في الاسابيع الماضية. فعلى سبيل المثال، تعرّض عدد من اللبنانيين خلال رحلتهم الى سوريا لزيارة مقام السيدة زينب لتكسير زجاج نوافذ سياراتهم من قبل مجهولين. وبحسب المصادر، ثمة “نقمة” بدأت تتكون لدى العلويين ضد الايرانيين والفصائل التابعة لهم الموجودين في سوريا، بسبب ممارسات يرون انها تذهب في اتجاه “تشييع” سوريا، لاسيما قرب المقامات الشيعية.

ووفق المصادر، ثمة اصوات تعلو في البيئة العلوية تسأل عن جدوى تعزيز التقارب مع ايران مستقبلا، بدلا من توطيد العلاقات مع موسكو، ضابطةً ايقاع اللعبة السورية كلّها. وقد سعى الاسد في محادثاته مع خامنئي الى التأكيد انه براء من هذه النداءات، وماض قدما في خيار ترسيخ علاقاته وتحالفه مع الجمهورية الاسلامية.

وبعد، فالجدير ذكره، تضيف المصادر، هو ان الزيارة “الأسدية” لإيران تشكّل رسالة ليس فقط للمحور الاخر في المنطقة، بل ايضا لـ”أهل” منصة آستانا، تريد من خلالها دمشق وطهران التأكيد ان تحالفهما ثابت وأن اي جهات خارجية لا يمكن ان تفرض عليهما مخططاتها. ففيما الاميركيون والروس والاتراك والاوروبيون يعتبرون خروج ايران من سوريا أولوية، يقول لهم الاسد وايران “افعلوا ما شئتم، القرار في هذا الشأن، يعود الينا”!