IMLebanon

السنيورة لإخراج الحريري (بقلم بسام أبو زيد)

فجر 24 كانون الثاني من العام 2007 ذهبنا على عجل إلى مطار رفيق الحريري نسابق الوقت كي نتمكن من اللحاق بالطائرة الخاصة، والتوجه إلى باريس لتغطية وقائع مؤتمر باريس 3. وكان الخوف أن يتعطل هذا المؤتمر في حال عدم تمكن رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة من التوجه إلى العاصمة الفرنسية، لأن “التيار الوطني الحر” و”حزب الله” كانا قد أعلنا عن تظاهرات وقطع طرقات ومن ضمنها طريق المطار.

استقلينا الطائرة ولم يكن الرئيس السنيورة في عداد ركابها، وأقلعنا من مطار بيروت لنهبط بعد قليل في مطار بافوس القبرصي ليتبين لنا أن الرئيس السنيورة ينتظرنا هناك بعدما كان قد غادر بيروت بسرية تامة، وقد انضم إلينا على متن الطائرة التي غادرت بافوس وتوجهت إلى باريس.

لقد كان الرئيس السنيورة حريصا على نجاح مؤتمر باريس 3 وقد نجح بالفعل رغم كل الأنباء التي كانت ترد من بيروت يوم 25 كانون الثاني 2007 عن صدامات وقطع طرقات وتظاهرات. وعاد رئيس الحكومة حاملا معه أملا جديدا للبنان لكنه ما لبث أن تعطل كما تم تعطيل نتائج مؤتمري باريس 1 وباريس 2 في زمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

هذا التعطيل ترافق مع إثارة قضية ما يعرف بالـ11 مليار دولار التي صرفت على مدى 4 سنوات من العام 2005 إلى العام 2009، وما أحاط بكل هذه العملية من كلام عن خرق القانون والقواعد المالية والإدارية، ووجهت أصابع الاتهام إلى الرئيس السنيورة في شكل مباشر وغير مباشر والى كل حقبة الرئيس رفيق الحريري، فكان الإبراء المستحيل، من دون أن ننسى اتهامات التخوين التي أعقبت حرب تموز في العام 2006. ولكن السنيورة بقي متمسكا بنهج الرئيس الشهيد رغم كل الضغوط ومحاولات التدجين والتسويات التي نجحت في النهاية في الحد من دوره داخل تيار المستقبل وعلى الساحة السياسية، ولكنها لم تنجح في ثنيه عن مواقفه ومبادئه.

لقد بقي الرئيس السنيورة في دائرة الاستهداف ويتحين مستهدفوه الفرص من أجل الإيقاع به واستخدام قضيته كورقة ضغط في وجه الرئيس سعد الحريري أولا وما تبقى مما يعرف بقوى 14 آذار ثانيا، ويبدو أن هؤلاء أصبحوا اليوم على المحك فإما أن يقبلوا بالمساومة على الرجل في سبيل بقاء “سيدر” والتسويات، وإما أن يتهموا بأنهم يعرقلون مسيرة مكافحة الفساد فلا يؤتمنون على مال عام وقروض ومشاريع المجتمع الدولي، فتعود لعبة التعطيل إلى الواجهة وهدفها الأول إحراج الرئيس سعد الحريري لإخراجه.